من قديم الأزل والناس يتعاملون من خلال نظام «المقايضة»، حيث يقوم شخص بمبادلة الآخر بسلعة مختلفة كأن يقايض القمح بالأرز، وبالطبع كان هذا الأسلوب هو الأنسب لذوى الإعاقة البصرية حيث بإمكانهم تلمس نوع السلعة بسهولة كالتمييز بين القمح والذرة وربما كانت مهمة التعرف على النقود ليست مهمة صعبة لدى المعاقين بصريا فى مصر فى القرن الماضى حيث أخذت النقود شكل العملة المعدنية كالتعريفة والمليم فمن خلال تلمس العملة بالإصبع كان يمكن للمعاق بصرى أن يدرك الاختلافات بين العملات , ومع تطور الوضع الاقتصادى فى مصر لوحظ رواج فى العملات وتنوع شكلها وفئاتها حيث ظهرت العملات المعدنية والورقية وبطبيعة الحال كان الأيسر على المعاق بصريا أن يدرك قيمة العملة المعدنية فى حين أعتمد على مقاسات حجم الورقة النقدية للتمييز بين العملات الورقية بفئاتها المختلفة كأن يضع فئة الجنيه وأسفلها فئة الخمس جنيهات ذات الحجم الأكبر وهكذا وربما كان هذا يسيرا فى ظل عدم وجود فئات متعددة من الأوراق النقدية، ولكن الصعوبة فى التمييز بدأت عندما تعددت فئات النقود الورقية وبدا الاختلاف محدودا فى حجم الورقة الخاصة بكل فئة، وربما ساهمت التقنية الحديثة فى التغلب على هذه المشكلة حيث قامت إحدى الشركات بإنتاج تطبيق على أجهزة التليفون المحمول يسمى فلوسى، يقوم المعاق بالتقاط صورة للعملة الورقية من خلال كاميرا التليفون ثم يترك الجهاز يعالج الصورة ثم يخبره صوتيا بفئة العملة ويثير ذلك عدة انتقادات أولها أن عددا كبيرا من فاقدى البصر يعانون من ضعف المستوى الاقتصادى وليس لديهم تلك التقنيات الحديثة وكذلك حالة الانفلات الأمنى والأخلاقى الذى ينتشر بين المواطنين، فعندما يخرج المعاق تليفونه لتصوير العملة فإنها لن تنتظر أمامه للحظات لأنها ستقع لقمة سائغة فى يد اللصوص كما أن معالجة الصورة للنقود تستغرق وقتا طويلا. ويمكن اقتراح مجموعة من الحلول للتغلب على هذه المشكلة وأولها موجه للشركات العاملة فى مجال التقنيات الحديثة أن تنتج جهازا يتعرف على النقود بسرعة وبكفاءة عالية ويتاح بسعر يلائم المعاقين ويتغلب على مشكلات (برنامج فلوسي) والاقتراح الثانى موجه للبنك المركزى المصرى أن يراعى ذوى الإعاقة البصرية من خلال تمييز الفئات الورقية بالطباعة بطريقة برايل وبخط كبير على العملات فى حين يذكر البعض أن الطباعة بطريقة برايل ربما تتعرض للطمس فى ظل سوء استخدامنا للعملات الورقية وتهالكها مع الوقت, ويقترح البعض أن يتم تمييزها من خلال وضع ثقوب فى الورقة بحيث يحدد عدد الثقوب قيمة العملة.