تظل رواية يوسف السباعى «العسكرى الأسود» هى الأشهر فى تناول التعذيب من خلال قصة العسكرى عباس الذى يصبح أسطورة فى التعذيب، وينتهى الأمر به وهو يأكل فى لحمه شخصيا بعد أن فقد لذة أكل لحم الناس. وقد شهدت مصر فى أقل من أسبوع، 4 تجاوزات من الشرطة ضد مواطنين فى محافظاتالأقصر، والقليوبية، والإسماعيلية، وأكتوبر، نتج عنها 3 وفيات، وبدلا من محاسبة الداخلية للمخطىء وتحويله للنيابة كابرت وقال المتحدث باسم الوزارة إن التعذيب داخل اقسام الشرطة حالات فردية، مطالبا بعدم حصر الوزارة فى 10 حالات تعذيب مؤكدا أنه سيتم إحالتها للتحقيق، بينما أعلن مساعد وزير الداخلية للشئون القانونية أن التعذيب فى مصر لا يزيد على خمسة فى الألف! وعندما بدأت الوزارة تعى مدى السخط الشعبى من تجاوزات بعض أفرادها، أكدت فى بيان رسمى أنه لا تهاون مع أى تجاوزات فردية تقع من بعض رجال الشرطة، وعقد وزير الداخلية مؤتمرا صحفيا قال فيه إن ضباط الشرطة ليسوا فوق القانون، وان التجاوزات التى تحدث من قلة منهم هى محل تحقيق من الوزارة، وأن بعض هذه التجاوزات لا تمثل 10%. وأعلن الرئيس: سنحاسب كل مخطىء بمؤسسات الدولة، ولايجوز تعميم الأخطاء الفردية بالأقسام. بالطبع لا أحد يستطيع أن ينكر دور الشرطة فى حفظ الأمن الداخلى، أو ينكر تضحيات أفرادها، والذين يتساقطون بيد الإرهاب او بيد المجرمين، ولكن مازلنا نرى أن نسبة 10% من التجاوزات التى أعلنها وزير الداخلية مرتفعة جدا، وياليت الوزارة تحيل أى مخطىء للنيابة دون انتظار لمظاهرات غضب، فمنها تنظف ثوبها من بعض «الساديين» وتستعيد ثقة الشعب، فمهما قيل إنها حالات فريدة فإن السيئة تعم، ونحن كشعب نحلم بمصر بلا «عسكرى أسود» واحد. لمزيد من مقالات جمال نافع