كشفت الانتخابات البرلمانية بمحافظة الاسماعيلية عن العديد من المخرجات التى تصب فى صالح الحياة السياسية فى مصر بصفة عامة والاسماعيلية بصفة خاصة، وأهمها زيادة الوعى لدى الناخبين باختيار المرشح البعيد عن الشبهات وهو ما كان واضحا فى هزيمة « المال السياسى « بامتياز فى جميع الدوائر التى تضمها المحافظة خاصة فى الدائرتين الأولى والرابعة ، حيث لم يؤثر هذا المال واستخدامه الكثيف فى الدائرتين على إرادة الناخبين أو قناعاتهم قبل المرشحين. والأمر اللافت للنظر فى الانتخابات هو تراجع سطوة ونفوذ التيار الدينى أو ما يعرف باسم الاسلام السياسى بصورة واضحة ، وهو ما بدا بوضوح فى هزيمة المرشحين الاربعة الذين دفع بهم حزب النور فى الدوائر الانتخابية بصورة كشفت عن زيادة وعى الناخبين بحقيقة التيار الدينى وتوجهاته. كما كشفت الانتخابات عن أن التاريخ والسمعة الطيبة والعطاء الممتد دون ارتباط بواقع أو نظام سياسى محدد كان له واقع كبير على إرداة الناخبين ، وهو الامر الذى بدا بوضوح فى خروج عدد كبير من الناخبين للأدلاء بأصواتهم الى المهندس محمود عثمان مرشح الدائرة الاولى وفوزه من الجولة الاولى وبعدد كبير من الأصوات ودون الحاجة الى الدخول فى جولة الإعادة ، اعترافا بسيرة عائلته الطيبة وعطائهم الممتد الذى لم ينقطع . كما كشفت التجربة نزاهة العملية الانتخابية بصورة كبيرة حيث أجريت تحت إشراف قضائى كامل ، غابت معه عملية التزوير بصورة كاملة حيث لم تشب إجراءات الاقتراع او فرز الاصوات أى شائبة ، كما خلت الانتخابات من أى صورة من صور التدخل الحكومى حيث لم يستند اى مرشح أو قائمة فى دعايته على أى خلفية تشير الى انه يعبر عن النظام السياسى أو يحظى بدعم حكومى من أى نوع ، وهو الامر الذى سيرفع من ثقة الناخبين خاصة فى أى عملية اقتراع قادمة . وكشفت العملية الانتخابية ان المرأة والشباب قادرون على المنافسة دون وجود كوتة أو قوائم مغلقة تجمعهم وهو ما يفسر نجاح عدد كبير منهم خلال الانتخابات ، بصورة تدعو الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى عدم دعم هذه الفئة او تلك ، وهو ما ظهر بوضوح فى الاسماعيلية فى نجاح أمال رزق الله والعقيد احمد سعيد شعيب وعصام منسى وبدران البعلى . واكدت النتائج استمرار دور ونفوذ القبلية والعائلات بامتياز خاصة فى دوائر القطاع الريفي، وهو الامر الذى ظهر بصورة كبيرة فى الدائرة الثانية بالقنطرتين شرق وغرب والدائرة الرابعة بالتل الكبير والقصاصين والدائرة الثالثة بفايد ومركز الاسماعيلية وأبوصوير ، كذلك جمعت مخرجات العملية الانتخابية بين الخبرات والشباب حيث تتمثل الخبرات فى النائب المخضرم محمود عثمان والدكتور سامى هاشم نائب رئيس جامعة قناة السويس لشئون فرع العريش الاسبق والمستشار عبد الفتاح عبدالله صاحب التاريخ الطويل فى القضاء العسكرى ، والشباب ممثلا فى عصام منسى واحمد شعيب وبدران البعلى وامال رزق الله . وأخيرا كان من نتائج الانتخابات فقدان مدينة فايد مقعدها البرلمانى الذى حافظت عليه لسنوات طويلة حيث كان يمثلها بصفة مستمرة نائب او نائبان تحت قبلة البرلمان ، وجاء ذلك بسبب التناحر والتنافس بين جميع المرشحين دون النظر الى مصلحة أبناء الدائرة وكذا التحالفات التى لم تأت فى صالح مدينتهم .