عزيزي القارئ انت مدعو معي اليوم في رحلة داخل بنك الحياة لنري سويا حجم التعاملات الانسانية وما وصلت اليه.. هذه وقفة سريعة مع نفس كل منا لاسترجاع شريط الحياة علي المكشوف لنكتشف ان الكل يستحل السحب علي المكشوف.. ربما الكل يعي مفهوم السحب علي المكشوف في عالم البنوك؛ وهو بكل بساطه انك تملك حساب بنكي لكن بلا اي نقود (الرصيد صفر) وتحتاج لسيولة لذا يعطيك البنك السيولة المطلوبة كسلفه وفقا للضمانات التي يضعها وعمولة التسهيل، بعدها تقوم بسحب المبلغ الذي تحتاجه من حسابك وتكون العملية مقيده في كشف الحساب سحب على المكشوف ويظهر الرصيد بالسالب على ان تغطي الحساب المكشوف في وقت آخر، واذا لم تقوم بتسديد المبلغ في الوقت المتفق عليه يصبح للبنك تصرف اخر ما لا يحمد عقباه بعد ان فقدت مصداقية التعامل.. هذا في عالم التعاملات البنكية والعلاقات المادية لكن هل الكل يُدرك مفهوم السحب علي المكشوف في كافة التعاملات والعلاقات الأخرى الإنسانية او العاطفية او غيرها ؟! لكل منا دائرة من العلاقات والتعاملات المختلفة، كبرت أو صغرت الدائرة هذا وفقاً لصاحبها و ما يملكه من قدرات وذكاء اجتماعي وعاطفي لتنمية اي علاقة او نجاح اي تعامل، هذا ليس كل شيء فلست وحيدا فهناك طرف ثاني يشارك معك في نجاح هذه العلاقة. لنكون أكثر صراحة كل منا يبحث علي ما ينقصه من رصيد داخل أي علاقة أو تعامل وهذا حق مشروع أذا تعاملنا مع الطرف الاخر بنفس المنطق وكما أخذنا نعطي رصيدا أخر يحتاجه لسد ما ينقصه، واذا لم يحدث هذا تصاب العلاقة بالخلل الذي قد يؤدي للفشل. بعيدا عن الكلمات التي قد تصيبنا بالحيرة... اذا نظر كل منا علي شريط حياته ومر علي كافة العلاقات والتعاملات الفاشلة سيجد أن السبب سحب أحد الأطراف من رصيده علي المكشوف بدون أي مقابل أو أن أحد الأطراف لم يعطي الفرصة للطرف الثاني خوفاً علي رصيده من السحب. معظمنا اليوم يفتقد لدائرته الخاصة ويشكي من سوء العلاقات والتعاملات التي اصبحت تفتقد كل المعاني الجميلة التي يبحث عنها في الخيال... الكل يتسأل أين الحب، الصداقة، الشهامة، الأخوة، الضمير وأشياء أخري كثيرة نحن السبب في فُقدانها؛ بالرغم اننا نعرف قيمة كل هذا الا اننا لم نعترف بعد اننا السبب في التخلي عنها أما بسبب الخوف في البحث عنها والبخل في الاعطاء حتي نأخذ وهنا أنت سحبت من رصيدك عند الطرف الأخر دون أن تعطي، او بسبب طمع الطرف الأخر في سحب من رصيده ورصيدك في كلتا الحالتين هناك سحب علي المكشوف سواء منك أو من الطرف الأخر يبقى الاحترام المتبادل هو سيد الموقف لنجاح أي تعامل او علاقة.. في النهاية اذا خسرت أحد من دائرتك أعلم أن هناك خلل يجب إصلاحه قبل فوات الأوان وخسارة علاقة قد تصيبك بالفقر والاحتياج من جديد. قبل أن يسرقنا البخل أو الطمع علينا أن نُدرك جيدا لن يصبح لديك رصيد من الحب أو الصداقة أو أي شيء اذا لم تمنح لنفسك الفرصة في أن تعطي من أجل أن تأخذ، أو اذا منحت لنفسك الفرصة في أن تأخذ دون وجهة حق أو عطاء متبادل ..هذا سحب علي المكشوف. [email protected] لمزيد من مقالات مى إسماعيل