أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسى أمس إشارة البدء فى تنفيذ مشروع تنمية شرق بورسعيد، الذى يعد باكورة إطلاق مشروع تنمية محور قناة السويس، وذلك خلال حفل ضخم استهل بقراءة القرآن الكريم ثم شرح تفصيلى من قبل رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل لكافة المشروعات التى يتم تنفيذها فى مختلف أنحاء مصر أعقبها شرح تفصيلى لمشروع تنمية شرق بورسعيد من قبل رئيس أركان الهيئة الهندسية للقوات المسلحة اللواء كامل الوزير.
وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى باسم الرئاسة، بأن الرئيس ألقى كلمة استهلها بالوقوف دقيقة حدادا على أرواح ضحايا الإرهاب. وأكد الرئيس أنه لا يمكن الإعلان عن إطلاق أى مشروع إلا وقد تم تجهيز معداته وأفراده والانتهاء من كافة الدراسات الخاصة به، مشيرا إلى أنه لا يتم الإعلان عن أى مشروع إلا وكان مدروسا بعناية لأنها موارد يتم دفعها لتحقق حلما للمصريين. وأشار الرئيس إلى أنه تطرق إلى هذه النقطة حتى يفهم المواطنون أنه لا يتم إطلاق أى مشروع دون دراسته بعناية، موضحا أن قرار تحديد منطقة محور تنمية قناة السويس صدر عام 2002 وما تحقق على مدى 13 عاما كان قليلا للغاية. وأضاف أن كافة معدات مشروع تنمية شرق بورسعيد الذى عرضه رئيس الوزراء شريف إسماعيل ورئيس أركان الهيئة الهندسية اللواء كامل الوزير جاهزة للعمل وبدأت العمل فى المشروع، مشيرا إلى أن هذا المشروع كان من الممكن أن يستغرق ما بين 10 و 15 عاما للانتهاء منه ولكن سيتم الانتهاء منه خلال عامين. وأكد الرئيس أن المصريين يقومون بعمل عظيم للغاية، مشيرا إلى أن هناك شركات تعمل ليل نهار فى أماكن لا يعلم عنها أحد شيئا ولم يكن هناك خيار آخر سوى العمل ليل نهار حتى يكون هناك شيء نقدمه للأولاد والأحفاد لأننا تأخرنا كثيرا. وكشف الرئيس عن أن هناك تفاصيل أخرى للمشروع لم يتم الإعلان عنها، من بينها منطقة شرق - شرق التفريعة والتى ستضم 90 مليون متر مربع للمزارع السمكية ومدينة ساحلية جديدة، وسيتم إنجاز كافة هذه المشروعات بالكامل خلال عامين. وشدد الرئيس قائلا: »أنا اتحدى أن يقوم أى أحد بما نقوم به خلال عشر سنوات لأن كل مشروع مما يتم طرحه نعمل فيه بأيدينا وعقولنا وقلوبنا.. وكان من الممكن أن أقول للشباب سيتم تحديد ما بين 5 و 6 مليارات جنيه حتى يحصل كل شاب على ما بين 10 و 20 ألف جنيه لتنفيذ مشروع صغير وهو ما كان سيضم ما يقرب من مليون شاب.. ولكن هل كان هذا سيجعلنا نغسل أيدينا من أولادنا.. لقد اخترنا الطريق الصعب فكل مشروع مما نتحدث عنه يحتاج الى مليارات الجنيهات.. نحن لا نضحك على أحد ولا نكذب نحن صادقون ونعمل بجد لمستقبل أولادنا.... بناء البلاد ليس بهذه الطريقة.. بناء البلاد يحتاج للجهد والعمل والإخلاص والأمانة والشرف«. وطالب الرئيس بتنظيم زيارات ورحلات للإعلاميين لكل المشاريع التى يتم تنفيذها على أرض الواقع، مشيرا إلى أن مشروع تنمية محور قناة السويس جزء صغير مما يتم تنفيذه فى مناطق أخري، قائلا : »هذا هو تحدى التحدي... تحدى الإرهاب الذى يهدف لهز وعرقلة مصر.. فهم لا يعرفون البناء ولا يرغبون فى تركنا نبني.. وهذا تحد وسنبنى رغم هذا الإرهاب.. ويوجد فساد نحاربه أيضا وسنبني..وهناك تحد ثالث هو التحدى الاقتصادى حيث تخطط أطراف لعرقلة النمو الاقتصادي«، مطالبا كل المصريين بالانتباه جيدا للمؤامرات التى يتم تخطيطها لمصر، مشيرا إلى أنه اتفق مع المصريين منذ البداية بأنه سيبنى معهم جميعا مصر لأنه لا يستطيع وحده البناء، قائلا: »الدولة مبتعملش شعب... الشعب هو اللى بيعمل الدولة ويحافظ عليها«.
وأشار الرئيس إلى أنه حريص على تنمية مختلف المناطق وليس منطقة بعينها، موضحا أن المستقبل القريب سيشهد فى الفرافرة تقديم مشروع المليون ونصف المليون فدان، مشيرا إلى انه سيتم تقديم أول مثال للريف المصرى الحديث على الأرض من أراض مستصلحة ومعدة وآبار محفورة وجاهزة وتنفيذ وسائل الرى والمبانى التى تم التخطيط لها، مشيرا إلى أنه سيتم تقديم هذه التجربة كمثال فى الفرافرة لألف و500 وحدة سكنية سيتم افتتاحها خلال ما بين 10 و15 يوما. وقال الرئيس: «ازرعوا الأمل فى نفوس الناس.. ونحن حريصون على زراعة هذا الأمل بكل ما أوتينا من قوة وإرادة ومصرون على بناء بلدنا«. وحول شبكة الطرق القومية، قال الرئيس إنه تم خلال العامين الماضيين افتتاح التوسعة الأولى من القاهرة إلى الاسماعيلية ثم يتم استكمال الطريق من الإسماعيلية إلى بورسعيد، وذلك بهدف وجود بنية أساسية متطورة لدولة محترمة تساعد على الاستثمار الحقيقى وإعطاء فرص عمل حقيقية لشبابها. وأضاف أنه تم الانتهاء من المرحلة الأولى من الشبكة القومية للطرق التى تبلغ 5 آلاف كيلومتر واستكمال أجزاء لم تنته من المرحلة الأولى والبدء فى المرحلة الثانية من هذه الشبكة التى ستعطى قدرة حقيقية على ربط مدن مصر ومحافظاتها بشكل أفضل بكثير، كما ستسهم فى ربط المناطق الصناعية والموانئ والمطارات. وأشار إلى أنه يتم تنفيذ مطارات كثيرة تتعدى ثلاثة مطارات منذ عام ولا يرغب فى الإعلان عنها بسبب أهل الشر. وحول تحدى الإرهاب، قال الرئيس: »ما تحدثنا عنه منذ عامين أو ثلاثة أصبح العالم كله يعانيه ويدفع ثمن عدم المواجهة الحقيقية للإرهاب..ونحن نتحدث اليوم يحاولون مرات ومرات فى مصر لكن بكم يا مصريين كلكم لا يقدر أحد أن يمنعنا من بناء بلدنا... واليوم العالم كله بدأ يفهم ويواجه المشكلة.. والمواجهة لا تقتصر على الجانب الأمنى ولكن مواجهة عسكرية واقتصادية واجتماعية ودينية وإذا لم تتم هذه المواجهة على كل هذه الجوانب سيظل العالم سنوات كثيرة قادمة يعانى هذا الإرهاب.. ودائما ما نعلن موقفنا بوضوح عن استعدادنا دائما للمشاركة فى كل الجهود لمكافحة هذه الظاهرة المعادية للإنسانية والدين«. وتطرق الرئيس فى حديثه إلى أزمة الأمطار والسيول التى ضربت الساحل الشمالى وخاصة البحيرة والإسكندرية، حيث قال إن الحكومة اتخذت اجراءات سريعة لمجابهة الأزمة وتم خلال أيام قليلة السيطرة على الموقف وهناك خطة عاجلة يتم تنفيذها حاليا لتحسين شبكة الرى والصرف ومحطات الرفع، كما أن هناك خطة ستتم خلال عامين ونصف للانتهاء من مشكلة أزمة الرى والصرف والسيول فى منطقة الدلتا بالكامل. وحول أزمة أسعار السلع الغذائية، أكد الرئيس أنه بنهاية شهر ديسمبر سيكون هناك انخفاض حقيقى لأسعار السلع الغذائية فى جميع أنحاء البلاد، مشيرا إلى أن هناك منافذ ثابتة ومتحركة للتغلب على هذه الظاهرة، مضيفا أن الدولة تدخلت بقوة لحل هذه الأزمة. كما أكد الرئيس أن الكثير من رجال الأعمال الذين يعملون فى هذا القطاع تجاوبوا بمنتهى الفهم والمسئولية لتخفيض أسعار السلع الغذائية التى تباع فى المنافذ الخاصة بهم، موجها لهم الشكر ومؤكدا أن ذلك ستستغرق ما لا يقل عن عام حتى تكون تكلفة المواد الغذائية مناسبة للمصريين، وهو ما يعكس الوعى بتحديات المرحلة. وأضاف الرئيس، موجها حديثه للحكومة، أن الخطوات التى تقوم بها لضبط الأسعار لن تستمر فقط شهرين أو ثلاثة ولكنه يتحدث عن المستقبل أيضا وهو ما يرغب فى رؤية ردود أفعاله على محدودى الدخل فى الشارع المصري، مشيرا إلى أنه أمر يحرص عليه بشدة. وفى هذا الإطار، كشف الرئيس عن توزيع مليون ونصف مليون كرتونة سلع غذائية خلال الأيام المقبلة على المناطق الأقل دخلا فى مختلف أنحاء مصر من خلال القوات المسلحة، مطالبا بتنفيذ هذه الخطوة خلال أسبوع أو عشرة أيام. كما تطرق الرئيس فى كلمته إلى مشروعات الطاقة التى تم إنجازها، مشيرا إلى أنه تم الانتهاء من مشاكل الكهرباء والغاز لكافة المصانع التى تعمل فى مصر والتى ستعمل مستقبلا، مرحبا بكافة المستثمرين، قائلا: » لدينا كافة ما تحتاجونه من بنية أساسية وطاقة كهربائية وغاز للعمل وتوفير فرص عمل للشباب«. وحول الاستثمار، قال الرئيس: »إن ما يتم تداوله حول وجود قلق وتشكك تجاه رجال الأعمال ليس دقيقا وهدفه عرقلة مشاركتهم فى تنمية مصر.. استغلوا ابنوا عمروا.. لا يستطيع أحد فعل أى شيء إلا بالقانون..ولا يليق أبدا لأى جهاز فى الدولة أن يتجاوز القانون وهناك برلمان مقبل سيحاسبنا جميعا..وأجدد كلامى لرجال الأعمال والمستثمرين هذه الشكوك ليس لها أى أساس من الصحة اشتغلوا وأنا معكم ولكن خلوا بالكم أننا نعمل جميعا من أجل بلدنا ومن أجل المصريين الذين يرغبون فى فرص لعيش كريم.. لنضع أيدينا جميعا فى يد البعض ونبنى بلدنا«. وفى ختام كلمته، توجه الرئيس بالتحية والتقدير والشكر لكل من أسهم فى إنجاز مقدمة مشروع تنمية محور قناة السويس، مشيرا إلى أنه حتى نهاية شهر ديسمبر سيتم الالتقاء فى المشروعات الأخرى التى تم الحديث عنها. وأضاف قائلا: »نحن نرغب فى تحدى أنفسنا ونبنى بلدنا قبل أن نتحدى العالم... تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر«. وعقب اختتام كلمته أعطى الرئيس إشارة البدء فى تنفيذ مشروع تنمية قناة السويس ممسكا فى يده مجموعة من الأطفال الصغار.