استعادت العاصمة التونسية حركتها ببطء أمس غداة يوم دام أوقع على الأقل 13 قتيلا و20 جريحا فى انفجار استهدف حافلة تقل نخبة من الأمن الرئاسى فى الوقت الذى لوحت فيه رئاسة الحكومة بتطبيق صارم لقانون مكافحة الارهاب. ولا يزال وقع الصدمة يخيم على التونسيين بينما تستمر السلطات فى احصاء عدد القتلى ومتابعة حالة الجرحى إثر هجوم ارهابى هو الأول من نوعه يضرب قلب العاصمة، ولكنه الهجوم الثالث بهذا الحجم الذى يضرب تونس بعد هجومى متحف باردو وفندق»امبريال» فى سوسة وسقوط 60 قتيلا من السياح الأجانب.وتعمل الوحدات الأمنية الفنية على معرفة ملابسات الانفجار، ولكن مصادر أمنية رجحت حدوثه مبدئيا عبر انتحاري.وارتفعت حصيلة القتلى إلى 13 قتيلا وقال متحدث باسم نقابة الأمن الرئاسى التونسى أمس إن انتحاريا هو من نفذ التفجير على الحافلة التى كانت تقل الأمنيين، وقال العضو بالنقابة هشام الغربى إن التحقيقات كشفت مبدئيا أن انتحاريا صعد إلى حافلة الأمن الرئاسى لحظة وقوع الانفجار أمس الأول، وصرح الغربى لإذاعة «شمس اف أم» الخاصة بأن «شخصا كان يحمل حقيبة ظهر وبحوزته متفجرات «تى إن تي» ، وكان يضع سماعات ويرتدى معطفا ، وبمجرد دخوله من باب الحافلة نفذ عملية التفجير.وقال وزير الصحة سعيد العايدى إن 17 عنصرا أمنيا حالتهم مستقرة ، بينما خضع ثلاثة عناصر إلى عمليات جراحية. ودعا رئيس حركة النهضة الاسلامية راشد الغنوشى إلى الوحدة الوطنية مشيرا إلى ان تونس تواجه معركة وجود عقب الانفجار الدموى الذى هز العاصمة واستهدف حافلة للأمن الرئاسى وقال الغنوشى فى تصريحات له أن»المجرمين لا يمكن ان يكونوا سوى أعداء للديمقراطية والسلم وهم مفسدون بالمصطلح القرآنى ويقاتلون مسلمون يحمون الوطن». وأعلنت الرئاسة التونسية حالة الطوارئ فى تونس العاصمة والولايات الثلاث المتاخمة لها لمدة ثلاثين يوما وحظر تجوال ليلي، وقال الرئيس الباجى قايد السبسى إن الدولة ستسخر كل العدة والعتاد اللازمين للحرب ضد الارهاب.وقال رئيس الحكومة الحبيب الصيد إثر اجتماع لخلية الأزمة إن العملية الارهابية تقع فى قلب العاصمة وعلى بعد 200 متر من مقر وزارة الداخلية وهو» أمر خطير جدا». كما أكد الصيد وفق بيان رئاسة الحكومة على ضرورة تطبيق القانون بكل صرامة لحماية الأرواح والمكتسبات والتصدى الناجح لكل ما من شأنه أن يعيق جهود الوحدات العسكرية والوحدات الأمنية.كما أقرّت خلية الأزمة تطبيق قانون مكافحة الإرهاب ومنع غسل الأموال على كل من يقوم بتمجيد الإرهاب وتبييضه والدعاية له بصفة مباشرة أو غير مباشرة. ومن جانبه، أدان الرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة عملية تفجير أتوبيس الأمن الرئاسى بالعاصمة التونسية ووصفها بأنها «فعلا إرهابيا مقيتا».كما أدانت الصين التفجير الإرهابي، وأعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية «هونج لي» - فى تصريح رسمى - عن تعازى الصين وتعاطفها مع الحكومة التونسية وأهالى الضحايا والمصابين.وأدانت بريطانيا الهجوم وأكدت وقوفها بجانب تونس فى مواجهة الإرهاب كما بعث العاهل الأردنى الملك عبدالله الثاني، برقية عزاء إلى الرئيس التونسى الباجى قائد السبسى فى ضحايا حادث التفجير الإرهابي وأفاد بيان صادر عن الديوان الملكى الهاشمى بأن الملك عبدالله الثانى أعرب فى البرقية عن إدانته الشديدة لهذه الأعمال الإرهابية .