تحتفل مصر اليوم بذكري تحرير سيناء من الاحتلال الاسرائيلي, وعودتها الي حضن الوطن الأم بعد أن غابت عنه خمسة عشر عاما حين سقطت تحت قوات الاحتلال في هزيمة 1967 حتي عادت في مثل هذا اليوم عام 1982 في هذا اليوم المجيد, تم رفع العلم المصري علي حدود مصر الشرقية, علي مدينة رفح بشمال سيناء, وعلي شرم الشيخ بجنوب سيناء, وتم بذلك استكمال الانسحاب الاسرائيلي من سيناء بعد حرب 1973 المجيدة, وبعد سلسلة طويلة من الصراع المصري الاسرائيلي, انتهي باستعادة الاراضي المصرية كاملة. إن ذكري تحرير سيناء تأتي هذا العام بعد مرور عام علي ثورة 25 يناير التي اسقطت النظام السابق, وتتهيأ لانتخابات الرئاسة, وإعداد الدستور وسط حراك سياسي نشيط لاعادة كرامة الانسان, ومشاركته في صنع مستقبله بلا خوف أو ضغوط. إن ذكري تحرير سيناء تعيد إلينا شريط الذكريات, وتحثنا علي استلهام تلك المرحلة بكل ما أفرزته من ايجابيات ساهمت في تحرير الارض, وتنمية تلك البقعة الغالية من ارض مصر الطاهرة. وفي هذه الذكري لابد أن نتذكر الشهداء والمقاتلين, فمصر لاتنسي أبدا شهداءها, ولا تنسي ابدا أن قواتها المسلحة التي حققت النصر المؤزر في 6 كتوبر 1973, وحمت ثورة 25 يناير 2011 ستظل الدرع الواقية لمصر ولشعبها الصابر الصامد, وإن ذكري تحرير سيناء الذي نحتفل به كل عام إنما يعبر عن رغبة أمة وإرادة جيل. وإذا كانت سيناء قد ظلت طوال السنوات الماضية لاتلقي الاهتمام الكافي, إلا أنه بعد الثورة برزت ضرورة تنميتها وتعميرها باعتبارها جزءا أسياسيا من فلسفة الأمن القومي, سواء علي الصعيد الزراعي أم الصناعي أم السياحي, وقطار التنمية بسيناء مستمر, وبصورة متسارعة الآن والحكومة جادة في التعامل مع قضية تنمية سيناء.