تعتبر وظيفة المحافظ من أخطر الوظائف فى مصر ، لذلك فإن حركة المحافظين القريبة تستلزم الدقة وتطبيق معايير علمية فى الاختيار على رأسها الشفافية والقدرة على مواجهة وحل المشكلات، وتوظيف إمكانات المحافظة البشرية والاقتصادية ، فالمحافظ هو رئيس جمهورية فى المحافظة التى يعمل بها منذ لحظة وجوده، وتقع على عاتقه مسئولية كبيرة تجاه أبناء المحافظة.ليثبت جدارته فى حل مشكلات أساسية مثل توفير السكن والتوظيف وتحسين الأحوال المعيشية والتعليم والاستغلال الأمثل لإمكانات المحافظة فى كل المجالات . فالمحافظ يجب أن يكون رجل الشارع الأول والذى يلمس مشكلات المواطن مباشرة ولا يكون من نوعية من يديرون العمل من المكاتب أو تحت التكييف . وعليه أن ينزل بين المواطنين ليشعر بآلامهم وآمالهم، ويمكن أن يكون من أبناء المحافظة ليكون على دراية ومعرفة أكثر بمشاكل البلد والناس حتى يستطيع حل المشكلات بفهم وبشكل أفضل فلو توافرت كل هذه المقومات سيكون حال البلد أفضل بكثير، هذا ما أكده الدكتور أحمد زايد أستاذ الاجتماع السياسى وعميد آداب القاهرة السابق، مشيرا إلى أنه لا بد أن يكون اختيار المحافظ مرتبطا أيضا بخبرته الاقتصادية وعمله الميدانى من قبل، مع تدريبه فور حلف اليمين وتثقيفه بطبيعة وإمكانات المحافظة التى سيعمل فيها حتى يستطيع إدارة البلد بشكل مناسب لأن المحافظة بموقعها الاستراتيجى أو السياحى لو أديرت اقتصاديا بشكل جيد ستكون أفضل، وخاصة فى القطاعات، لأنه يدر دخلا جيدا. ويجب أن يكون المحافظ أكاديمىاًّ يعرف ماذا يريد ان يفعل ، لذا تجده مسئولا عليه أن يكون دارسا لكل مقومات المحافظة ، وأن يكون لديه خطط مستقبلية للتنمية، وأن ينهى كل المشكلات المعروفة عن المحافظة. وأن يهتم بعمله فقط بعيداً عن الاهتمام بالشو الإعلامى الذى تحرص بعض القيادات على تقديمه للجماهير العريضة فى مختلف وسائل الإعلام، وأن يقلل من الظهور فى وسائل الإعلام علاوة على ذلك لا يقدم وعودا براقة لا تزيد على أن تكون حبرا على ورق دون تنفيذ، وأن تتحول إلى واقع فلابد أن يخاطب الشعب دائما ، لابد ان يركز على الانضباط والتخطيط والتكتيك الجيد وأن يعمل لتوفير وظائف وفرص إسكان للشباب المقبلين على الزواج وغيره . لذا فمن الأفضل أن يكون اختيار المحافظ بالانتخاب بدلاً من التعيين كما يحدث الآن العمل الميدانى. وأضاف أستاذ الاحتماع السياسى أن المحافظ يجب أن يكون ملما بأحداث المحافظة يوما بيوم ، لذلك وجب عليه النزول ميدانيا ، والتعرف على كل ما يدور فى محافظته ميدانيا ، وأن يكون بين الناس والجماهير فى الشارع ليسهل عليه اتخاذ قرارات قابلة للتطبيق، وليست حبرا على ورق، وتكون لديه فرصة توظيف جهود المجتمع المدنى والجمعيات الأهلية وتقدير جهودها، فضلا عن تحقيق الانضباط فى المحافظة، وتوظيف الموارد البشرية جيدا لإنجاز المهام التى ترتبط بالمواطن، والتحقيق فورا فى المخالفات والحسم بقرار فورى حتى لا يفقد الناس الثقة فى السلطة ، فضلا عن وضع خطة واضحة لتوظيف إمكانات المحافظة ، للتنفيذ ضمن التوجهات والمشروعات القومية للدولة ، وكذلك يكون على دراية بمشكلات الشعب والمحافظة التى سيتولى إدارتها، ولديه وسائل العلاج ومفاتيح الحلول ويلبى طموحات المواطنين ، وألا يتعدى عمره» 55 « عاما ، لأنه رجل تنفيذى متحرك وليس ثابتا، وأن يتميز أيضا بالكفاءة الصحية والنفسية للقدرة على مواجهة مطالب الجماهير الملحة والتى لا تنتهى. وطالب الدكتور رفيق الدياسطى أستاذ التنمية البشرية بجامعة حلوان بضرورة أن يكون المحافظ مؤهلا علميا وثقافيا ، إضافة إلى سابق خبرته الإدارية ، والقدرة على التفاعل مع الناس والجماهير ، ولديه القدرة على مواجهة المشكلات ، ومتابعة رؤساء الأحياء يوميا والمدن والقرى للاطلاع على الواقع العملى بعيدا عن المعالجة الورقية بالمكاتب، وأن يلزم القيادات فى مختلف المواقع بتقديم تقرير يومى على موقع المحافظة بالأداء الذى ينجزونه ، وتلقى آرائهم فى حل المشكلات والتنسيق بين مختلف الإدارات التابعة له لتسهيل الإجراءات فى الأداء ، ويجب أن يكون اختيار المحافظ وفق معايير يعرضها على رئيس الوزراء قبل اختياره ، وهذا أفضل لاختيار العنصر الأمثل، مثلما يحدث فى اختيار قيادات الجامعات بأن يكون الاختيار حسب القدرة والتخطيط والبرنامج ، وحتى لا يقضى فترة عمله فى تجارب مع احتمال فشله فمثلا محافظة زراعية مثل كفر الشيخ تحتاج صاحب خطة فى التنمية الزراعية لانتشار المناطق الزراعية بها ، وخطة أخرى فى التنمية الصناعية للمناطق الموضوعة على ساحة مشروعات المحافظة منذ 15 عاما ، ولم ينفذ منها أكثر من 8% فقط ، وكذلك الجوانب السياحية على مستوى كل محافظة فكل منها به مزايا مهمة جدا ، لو وجدت من يدرسها بجدية ويكون قادرا على تنفيذها ، ويضع نصب عينيه مشكلات القمامة والصرف الصحى خاصة فى المناطق النائية . وقال أستاذ التنمية البشرية : إن اختيار شخص المحافظ مرتبط بقدرته أيضا على إيجاد فرص تنموية جديدة لاجتذاب الأيدى العاطلة وتحفيز رجال الأعمال لإقامة مشروعاتهم بالمحافظة، وتوظيف الخامات المتوافرة ، والتركيز على التصنيع الزراعى حسب المحافظة ، وكذلك الحال بالنسبة للمحافظات الساحلية التى يمكن توظيفها فى المصايف ومصايد الأسماك والطاقة الشمسية ، وإقامة مصانع عليها أو استغلال الخامات المعدنية بالمناطق الصحراوية وتوفير وسائل توظيفها لصالح سكان المنطقة والمحافظة ، والتفاعل مع إمكانات المحافظات المختلفة بالإقليم أو المنطقة الأخرى ، والعمل على توفير وتخصيص وظائف لأبناء المحافظة فى قطاعات العمل الممكن إتاحتها للشباب ،كما أن هناك أهمية لقدرة المحافظ على توحيد الجهود الحكومية والمجتمع المدنى والمتطوعين فى تنفيذ المشروعات الخدمية بصفة خاصة مثل مد الخطوط الخاصة بالصرف الصحى أومياه الشرب والكهرباء ، أو نظافة ودهان المدارس والأبنية الحكومية ، والتفاعل أيضا مع الجامعة الإقليمية والشركات ، وتوظيف هذه الجهود لخدمة وتنمية المواطن بالمحافظة.