بعد ساعات قليلة من كلمة الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند أمام اجتماع نواب البرلمان بفرساى، اشتعلت الساحة السياسية بتعليقات متباينة لم تخل من بعض الانتقادات. حيث اثني غالبية الاحزاب والسياسيين علي محتوي خطابه.. وصنفها المرشح المحتمل للانتخابات الرئاسية في 2017،آلان جوبيه رئيس وزراء فرنسا-اليميني السابق- بانها كلمة جيدة وعلي قدر المسئولية..واشار جوبيه الي ان فرنسا تعمل علي قدم وساق لضرب واستهداف تنظيم داعش في سوريا مشيرا الي ان هدف بلاده هو ضرب التنظيم الارهابي وليس النظام السوري.وفيما يخص انزال القوات الفرنسية بريا اشار جوبيه في حديثه للتليفزيون الفرنسي إلى ان فرنسا لن تعارض هذه الجزئية وستعمل ذلك في اطار دولي منوها الي ما اشارت اليه كلمة اولاند عن اللقاءات المرتقبة مع الرئيسين الأمريكي والروسى. الا انه زاد تأكيد ضرورة مشاركة دول الجوار في منطقة الشرق الاوسط اولا لمحاربة تنظيم داعش بريا جنبا الي جنب التحالف الدولي الفرنسي الامريكي الروسي وبالطبع بمشاركة دول الاتحاد الاوروبي كما دعا الرئيس اولاند في كلمته. ومن ناحيته انتقد النائب الفرنسي - اليساري- نويل مامير ا اولاند فيما يخص مطالبته بمد حالة الطوارئ قائلا :ان الحالات الاستثنائية التي يرغب فيها الرئيس اولاند فى مد حالة الطوارئ ليست حلا، مستطردا ان الاستثاء لا يحل المشاكل. وعلي نفس الصعيد وفيما يخص تعليقات المعارضة علي كلمة الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند قالت ماريوا ماريشال لوبن النائبة عن حزب الجبهة الوطنية (اف ان)لليمين المتطرف..انها تتروى قبل الحكم علي خطاب الرئيس لانها تنتظر افعالا وليس اقوالا، مشيرة الي انه اثر حادث شارل ايبدو الذي شهدته فرنسا في يناير الماضي-وراح ضحيته 17 قتيلا- قام رئيس الوزراء مانويل فالس بالقاء خطبة وعد فيها بكثير من الاجراءات الا انه لم يتحقق منها شئ..وانتقدت الرئيس لانه تجاهل جزئية توافد المتشددين الإسلاميين علي بلادهم وعلي وجه التحديد الوافدين علي حدودهم من المتشددين.. كما اثار الاشتراكي جوليان ديره علامات الاستفهام حول الدور التركي اللاعب الرئيسي في تمويل ومساعدة تنظيم داعش..وذلك في تصريحاته لقناة "اي تي في" الاخبارية.قائلا : ان تركيا تتعاون مع الجماعات الارهابية وتنظيم داعش عبر حدودها مطالبا بضرورة التركيز علي هذا الدور التركي وداعيا الي تحميله تركية المسئولية. اما المعارضة اليمينية ورئيسها نيكولا ساركوزي فكانت كلمة كريستيان جاكوب رئيس مجموعة الجمهوريين بالبرلمان-امام منتدي النواب بفرساي وبعد كلمة الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند- واضحة فى معارضتها لما يطمح اليه اولاند فيما يخص جزئية تعديل الدستور، قائلا ان الدستور الفرنسي مناسب وكاف لمواجهة كل الاستثناءات في اشارة الي عدم رغبة حزب الجمهوريين فى تغيير او تصحيح اي جزئية. وكان الرئيس اولاند قد طلب قبل بدء لقائه نواب البرلمان الفرنسي بغرفتيه امس الاول بالوقوف دقيقة حدادا علي أرواح ضحايا حادث باريس واختتموه بنشيد فرنسا الوطني"المرسييز". حيث زاد تأكيد ان فرنسا في حالة حرب وان الحادث الذي ترك وراءه 129 قتيلا والعديد من الجرحي،نفذ باسلحة ثقيلة ضد شعبنا وحريتنا وديمقراطيتنا.خطط له في سوريا ورتب في بلجيكا ونفذ في بلادنا. وحدد اولاند اهم الخطوط التي ستتبعها بلاده لمواجهة الإرهاب وكيفية محاربته اهمها..دعوة مجلس الامن بالامم المتحدة لجلسة عاجلة..ولقاء مرتقب مع الرئيس الأمريكي باراك اوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين ثم دعوة النواب الفرنسيين للتصويت علي تمديد حالة الطوارئ 3شهور وتكثيف الضربات الجوية واعطي الضوء لاقلاع طائراته من قاعدة شارل ديجول. كما دعا الاتحاد الاوروبي للاستمرار في استقبال المهاجرين المتضررين من الارهاب في بلادهم مع تكثيف الاستعدادات الامنية .ودعا كل دول الجوار إلى ان تتحمل مسئوليتها وقال ان الاعتداء علي فرنسا هو اعتداء علي دول الاتحاد الاوروبي اجمع-حسب بنوده-..مشيرا الى أن فرنسا تعمل دائما في اطار الاتحاد الاوروبي والان علينا حماية حدودنا والا فسيكون نهاية الاتحاد الاوروبي..مضيفا: لابد من وضع اجراءات للمراقبة المشددة علي الحدود الاوروبية من اجل مكافحة تجارة وتهريب السلاح. وأكد الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند في كلمته ان بلاده في حالة حرب مع الارهاب وليس مع الاسلام وبالتحديد مع المتشددين الذين يسرقون الاسلام..مؤكدا ان الشعب الفرنسي لن يستسلم وان بلاده ستخوض حربا شرسة ضد الارهاب،وانه سيضع كافة امكانات الجمهورية لضمان امن المواطنين. وقال اولاند ان الارهاب الذي واجهته فرنسا وتم علي ايدى شباب فرنسيين غُرر بهم..هو من تخطيط دول أرادت جر بلادنا-علي حد تعبيره-الى خوض حرب بالمنطقة. وحول جزئية سحب الجنسية ممن لديهم جنسية مزدوجة وثبت ضلوعهم في اعمال ارهابية تضر بالامن القومي.. دعا اولاند الي تعديل بعض بنود الدستور الفرنسي لتتواكب مع هذا المطلب. وتوعد الارهابيين قائلا:سنحطم الذين يرغبون النيل من حريتنا وديمقراطيتنا وثقافاتنا مشيرا الي ان بلاده ستستمر في دربها علي طريق التنوير. وفيما يخص الانضمام الي التحالف المؤيد لبشار الاسد من اجل محاربة "داعش" نوه الرئيس الفرنسي الي ان مستقبل سوريا ومصالح السوريين ليست في استمرار بشار الاسد في السلطة.دون ان ينفي إبداء رغبته من عدمه في اي تحالف مع روسيا بل أرجأ الحديث في هذه الجزئية لما بعد لقائه المرتقب مع بوتين واوباما. واشار اولاند الي ان الجمهورية الفرنسية واجهت تحديات كثيرة ومواقف صعبة-سالفة-.. ومازالت واقفة علي قدميها وقال شعبنا اثبت شجاعة عالية في مواجهة الارهاب،ونحن في مواجهة ارهابين جهاديين يهددون العالم اجمع وليس اراضنا فقط.-مستطردا: ومن اجل ضمان امن اراضينا قررت تمديد حالة الطوارئ ودعي البرلمانيين للتصويت يوم الاربعاء علي هذا القانون..وهو مايتطلب تعديل قانون 1955 المعمول به والذي يقضي بفرض حالة الطوارئ لمدة 12 يوما فقط. كما دعا نواب بلاده للتصويت في نهاية الاسبوع علي القانون الجديد لمكافحة الارهاب مع مرعاة حرية المواطنين. ولم ينس اولاند مواساة اهالي الضحايا قائلا:اليوم بلادنا في حالة حزن ولن ننسي الضحايا الذين لقوا حتفهم،ونفكر في مئات الشباب الذين جرحوا في هذا الحادث الاليم.