يمثل بنك ناصر فرع البحيرة رحلة عذاب ومعاناة لاتنتهى لأرباب المعاشات والأرامل والمطلقات حيث يفترش الآلاف الأرض والأرصفة أمام البنك فى مظهر مهين وينتظرون ساعات طويلة فى الجزيرة الوسطى للطريق تحت الأمطار وبرد الشتاء مما يعرضهم للمخاطر والمتاعب والموت أحيانا ! تقول فوزية قريطم احدى المترددات على البنك ان يوم صرف المعاش يشكل مأساة حقيقية لنحو 10 آلاف من كبار السن بالمحافظة حيث يقوم بعضنا بقضاء الليل أمام البنك ويكمل نومه على الرصيف ليحجز مكانا فى طوابير المعاش ونتعرض لمضايقات وسوء معاملة من المارة الذين يترحمون على حالنا! وأضافت أنه نظرا لوجود فرع واحد للبنك يخدم محافظة من أكبر محافظات مصر وافتقاره لأماكن انتظار بالداخل تكفى المترددين عليه نضطر للوقوف فى تجمعات كبيرة على المنفذ الوحيد به انتظارا للحصول على حقوقنا رغم أننا نعانى من أمراض الشيخوخة ونحتاج الرعاية والراحة مما تسبب فى حالة من الاحتقان والغضب بين العملاء وصلت الى حد التشابك بالأيدى أدى الى تعرضنا لحالات اغماء واختناق نتج عنها وفاة أحد أصحاب المعاشات مؤخرا بعد رحلة معاناة استغرقت يوما كاملا ويضيف حسنى عطية بالمعاش ان أسوأ ما نواجهه هو الاهانة التى نتعرض لها فإدارة البنك تتعامل معنا بمنتهى الاهانة وكأننا نقوم بصرف منحة أو مساعدة ولسنا أصحاب حقوق فزيارة واحدة لفرع البنك تكشف عن حجم معاناة أصحاب المعاشات فتجد علامات الضيق والاستياء مرسومة على وجوههم ، موضحا أن أصحاب المعاشات أمضوا أكثر من 35 عاما فى خدمة الوطن الا ان حقوقهم لاتزال مهضومة ومعاناتهم مستمرة حتى عندما يضيق بهم الحال ويذهبون للاقتراض من بنك ناصر الذى أنشيء خصيصا من أجل حماية الفقراء الا أنه يستغل أوضاعهم ويفرض شروطا مجحفة خاصة أن أسعار الفائدة مرتفعة جدا ويشير صبرى حسن رضوان أحد أبناء دمنهور من المترددين على البنك الى ان الآلاف يأتون من أقاصى القرى بمختلف مراكز المحافظة لصرف مستحقاتهم القليلة والتى كثيرا ما يندس اللصوص وسط زحامهم لسرقتها. من جانبها أوضحت المحاسبة سوزان فرج مدير عام بنك ناصر بالبحيرة ان البنك يصرف شهريا لأكثر من 10 آلاف من أصحاب المعاشات الحاصلين على قروض اضافة لأصحاب التمويلات وبنك الطعام وغيرهم، وأكدت أنه تم التشغيل الفعلى لخدمة الصراف الآلى بالفرع والذى خفف كثيرا من الضغط وفك الاختناقات والزحام وان ادارة البنك اتخذت الاجراءات اللازمة لتعميم الخدمة بعد نجاحها بشكل لافت .