جددت الهجمات الإرهابية التى تعرضت لها العاصمة الفرنسية باريس مساء الجمعة الماضى فكرة ضرورة التوصل إلى صيغة دولية لمواجهة هذا الخطر الداهم للبشرية المتمثل فى تنامى ظاهرة التطرف والإرهاب. وفيما أدانت الصين الهجمات ووصفتها ب"البربرية"، وقدم كل من الرئيس شى جينبينج ورئيس مجلس الدولة لى كيه تشيانج تعازيهما للرئيس الفرنسى ورئيس الوزراء، وأكدا وقوفهما مع فرنسا فى محنتها، فقد طرح وزير الخارجية الصينى وانج يى مبادرة لمواجهة الإرهاب. وقد تضمنت دعوته إشارات إلى تمسك الصين بمبدئها فى مكافحة الإرهاب، والذى يتفق تماما مع مبدأ مصر فى هذا الإطار، ودعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى، وهو أن تكون المواجهة شاملة للإرهاب فى جميع مراحلة، وبكل صوره، وألا تكون هناك ازدواجية فى المعايير، بمعنى اعتبار جميع الإرهابيين أعداء للبشرية، وألا يجرى تصنيف المنظمات الإرهابية تبعا لهوى ومصالح بعض القوى. وقد كانت هذه النقطة مثار خلاف بين الصين والولايات المتحدةالأمريكية فى قضايا إقليمية بمنطقة الشرق الأوسط، وعلى رأسها الوضع فى سوريا، حيث رأت الصين دائما ضرورة مواجهة كل صور الإرهاب، وأن دعمه خطأ كبير. جاءت دعوة وزير الخارجية الصينى خلال حفل غداء أقيم لوزراء الخارجية، على هامش قمة مجموعة العشرين فى مدينة أنطاليا التركية، وقد انتهز الوزير الفرصة لإعادة التأكيد على ضرورة عدم الازدواجية فى مواجهة الإرهاب، من خلال تشكيل المجتمع الدولى لجبهة موحدة لمكافحته. وأوضح وانج يى وجهة نظر الصين، حيث ترى أنه يجب تشكيل قوات مشتركة لمكافحة الإرهاب، كما أنه يتعين التعامل مع كل من الأعراض والأسباب الجذرية للمسألة، وألا يتم السماح بازدواجية المعايير، وأن يتم إفساح المجال بشكل كامل للأمم المتحدة للقيام بدورها الرئيسى فى مجال مكافحة الإرهاب. وجدد وزير الخارجية الصينى التذكير بأن الصين أيضا ضحية للإرهاب، قائلا: "يجب أن يكون ضرب حركة تركستان الشرقية، وهى جماعة إرهابية مدرجة فى قائمة الأممالمتحدة، جزءا مهما ضمن الحملة الدولية لمكافحة الإرهاب".. وكانت حركة تركستان الشرقية، التى تطلق على نفسها "الإسلامية"، قد نفذت العديد من الهجمات الدامية على مدى السنوات الأخيرة فى مناطق مختلفة من الصين، بما فيها بكين وأورموتشى وكونمينج، وكانت إحدى أكبر تلك الهجمات شنها مهاجمون يحملون سكاكين فى محطة للقطار بمدينة كونمينج عاصمة مقاطعة يوننان جنوب غرب الصين فى الأول من مارس الماضى، وأسفرت عن مقتل 31 شخصا وإصابة 141 آخرين، وأعلنت الحركة مسئوليتها عن الهجوم.