أكد رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون أمس أنه على استعداد لشن ضربات جوية على تنظيم داعش فى سوريا إذا كانت هناك مصالح بريطانية معرضة للخطر حتى لو اضطر إلى إبلاغ البرلمان فيما بعد. وذكر كاميرون فى تصريحاته لهيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سي" أنه سيتصرف بشكل مباشر وعلى الفور إذا تعرضت المصالح البريطانية للخطر، وأشار إلى هجمات شنتها طائرات بدون طيار أسفرت عن مقتل متشددين بريطانيين فى أغسطس الماضي. وقال إنه لا يزال بحاجة لإقناع المزيد من النواب البريطانيين بدعم مثل هذا التحرك. وأوضح لن نتمكن من إجراء هذا التصويت ما لم نر أن البرلمان سيقر هذا التحرك لأن الفشل فى هذا سيكون مضرا، الأمر لا يتعلق بالإضرار بالحكومة وإنما بالإضرار ببلدنا وسمعتنا فى العالم. وتشارك بريطانيا فى حملة القصف بالعراق، لكن كاميرون خسر تصويتا فى البرلمان عام 2013 لتوسيع القصف حتى يشمل سوريا. وكشف كاميرون أيضا عن أن المخابرات البريطانية أحبطت خلال الأشهر الستة الماضية سبعة هجمات. ونقلت قناة "سكاى نيوز" عنه القول إن الهجمات كانت على نطاق أقل من هجمات باريس، إلا أنه شدد على أنه يجرى الاستعداد لمواجهة هجمات على غرار تلك التى شهدتها العاصمة الفرنسية. وأوضح أن المخابرات البريطانية على علم بخلايا تنشط فى سوريا تقوم بتحويل أشخاصا من بريطانيا للتطرف لتنفيذ هجمات فى أرض الوطن. وفى هذا الإطار أعلن كاميرون عن أنه تقرر تجنيد 1900 عنصر أمن ومخابرات إضافيين للتصدى للمخاطر الإرهابية اثر اعتداءات فرنسا. ونقلت "سكاى نيوز" عن كاميرون القول :"إننى عازم على إعطاء أولوية للموارد التى نحتاجها لمحاربة خطر الإرهاب من أجل حماية الشعب البريطانى التى تعد مهمتى الأولى كرئيس للوزراء". وأوضحت صحيفة الجارديان البريطانية أن ذلك سيكون أكبر زيادة فى النفقات المخصصة لأجهزة الأمن البريطانية منذ تفجيرات 7 يوليو فى لندن عام 2005، مما يعنى زيادة وكالات المخابرات البريطانية بحوالى 15٪. وسيقوم أيضا ضباط متخصصون فى أمن الطيران بالكشف على مطارات فى العالم. وقال كاميرون إنه يعتزم زيادة الإنفاق الحكومى على أمن الطيران إلى أكثر من ضعف حجمه الحالى وهو نحو تسعة ملايين جنيه إسترلينى - 13 مليون دولار - سنويا على مدى السنوات الخمس المقبلة. من جانبه، قال الرئيس الروسى فلاديمير بوتين لرئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون خلال اجتماعهما أمس على هامش قمة مجموعة العشرين فى تركيا، إنه يجب على بلديهما توحيد الجهود لمكافحة الإرهاب. ووافقه كاميرون قائلا "يجب أن نعمل معا، أنا واثق أن بوسعنا مناقشة هذا الأمر، وكذلك سوريا"، مشيرا إلى أن قصف ما سماها بالمعارضة المعتدلة فى سوريا خطأ، وأنه أوضح ذلك لبوتين، ودعاه لتركيز الضربات على داعش فقط. وأضاف أنه حث بوتين على العمل مع المجتمع الدولى لدعم الانتقال فى سوريا بعيدا عن الأسد.