الحملة الناجحة التى شنها نشطاء السوشيال ميديا لمقاطعة برنامج " صبايا الخير " على قناة "النهار" الفضائية، والانتقادات التي وجهت له على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب انتهاكه الحياة الخاصة لإحدى الفتيات؛ قد عبر بدرجة كبيرة عن العلاقة بين رأس المال والإعلام بشكل عام ، فالحملة الناجحة قد هاجمت بشدة ولاول مرة مالكى القناة بل والشركات الراعية والمعلنة في البرنامج، وهو ما لم نتعود عليه من قبل سواء فى الصحف أو مواقع التواصل الاجتماعى حيث كان أخرنا مهاجمة مقدمى البرامج مما كان له اثر سريع وفعال فى تراجع هذه الشركات واحدة تلو الأخرى عن رعاية البرنامج، حيث أعلنت على صفحاتها الرسمية على "فيس بوك" وحساباتها على "تويتر"، عن وقف التعامل مع البرنامج، وأكدت على أن ما يقدمه من محتوى لا دخل لهذه الشركات فيه ولا يعبر عنها.
هذا البعد الجديد الذى انتهجته مواقع التواصل الاجتماعى و أسهم في الضغط بشكل مباشر على القناة لوقف البرنامج، وأجبار المذيعة على تقديم استقالتها بالرغم من ان هذه الحملة ليست الأولى من نوعها التي تطال البرنامج نفسه، وغيرها من البرامج على قنوات فضائية متعددة، وفشلت في تحقيق الهدف منها بعكس حالة قضية "فتاة المول" التى أدرك فيها مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي أهمية مخاطبة رعاة البرنامج والمعلنين فيه وتهديدهم بالمقاطعة، لا سيما وأنها شركات كبرى تهتم بتواجدها على شبكات التواصل الاجتماعي من خلال صفحات رسمية لتلقي الشكاوى والاقتراحات والإعلان عن منتجاتها الجديدة ، يعيد من جديد دور تأثير السوشيال ميديا على الرأى العام المصرى والمشهد الاعلامى بعد خفوت هذا الدور وتراجعه إلى حدٍّ كبير ونتذكر هنا أشهرها حملة على وزير العدل السابق صابر محفوظ ادت الى اقالته من منصبه حينما اساء الى مواطنى جمع القمامة بعدم احقيتهم فى التعيين بالمناصب القضائية.
وطريقة التحول في حد ذاتها اعترافًا من الجميع بأهمية أموال الإعلانات، وتأثير رأس المال، إذ جاءت الاستجابة اسرع من قبل الشركات الراعية والقناة، عقب شن هذه الحملة، وأكثر تأثيرا من تجميع أدباء وصحفيين وشخصيات عامة نحو 80 ألف توقيع للمطالبة بوقف البرنامج والمذيعة، بالاضافة الى البلاغات من عدة محامين ضد المذيعة تُطالب بالتحقيق معها ومحاكمتها على حد قول خبراء وحدة دراسات الرأي العام والإعلام بالمركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية بالقاهرة ولعل اتفاق نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي على أهمية إعادة ضبط المشهد الإعلامي رغم اختلاف انتماءاتهم وتوجهاتهم السياسية؛ يشير إلى أن عبثية المشهد الإعلامي وشططه بات مؤرقًا للجميع، في الوقت الذي يرى فيه بعض الإعلاميين أنهم فوق القانون، وعادةً ما يقومون بالرد على الحملات الموجهة ضدهم بقدر كبير من التعالي، في ظل الفوضى التي تحكم المشهد، وغياب إطار أخلاقي وقانوني من المفترض أن يوفره ميثاق الشرف الإعلامي. والمؤشرات جميعها تؤكد انه سوف يفلح وينجح فى ذلك لمزيد من مقالات سعاد طنطاوى