فصل جديد من فصول أزمات الإعلام المصري والذي تحول خلال الفترة الماضية الي ساحة كبيرة للنزاع وتصفية الحسابات دون اي اعتبار للمهنية..كانت بطلة اخر هذه الفصول المذيعة ريهام سعيد والتي كثيرا ما تثير جدلا بين المشاهدين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي,إلا أن ما فعلته خلال حلقتها الأخيرة أدي إلي قيام ثورة السوشيال ميديا كان أبطالها نشطاء ونجوم مثل باسم يوسف وغيره أدي في النهاية إلي انسحاب اغلب رعاة البرنامج وانتهي بخلعها بعد ان ترددت أقاويل حول وجود نوايا لاستكمال البرناج عقب هدوء الأزمة.. وكانت شبكة تليفزيون النهار قد قررت إلغاء حلقة مساء أمس بين خالد صلاح وريهام سعيد, وتعليق إذاعة برنامجها صبايا الخير وفتح تحقيق موسع بشأن الحلقة المثار بسببها الجدل والتي استضافت فيها فتاة مول الحرية, وقدمت القناة اعتذارها لكل من استاء من عرضها. الأهرام المسائي ناقشت عددا من الإعلاميين حول هذه الأزمة والذين أكدوا جميعا أنها نتاج لما وصل إليه الإعلام المصري من تدني خلال الفترة الماضية. أفضل مثال لحالة التسيب التي يشهدها الإعلام المصري.. بهذه الجملة بدأ دكتور سامي الشريف رئيس اتحاد الاذاعة والتلفزيون الاسبق حيث ان كثير ممن يقدمون البرامج غير مؤهلين مهنيا او اخلاقيا ويتصورون انهم يجلسون علي مصاطب يقصفون الناس من خلالها بالحق احيانا وبالباطل غالبا. وأضاف ان المذيعة سمحت لنفسها باختراق خصوصية إنسانة أخري وفضحها علنا وهو امر غير مقبول حتي ولو جاءت لها الصور علي الهاتف الخاص بها كما بررت ذلك فهو امر مرفوض تماما ويحاسب عليه القانون,مشيرا الي اننا خلال هذه الازمة شاهدنا ايضا حالة من الهجوم الشرس علي المذيعة من قبل زملاء لها كانوا يهاجمونها بتجريح في شخصها وفي رأي ان كل ذلك تردي في المهنة وعدم وجود مظلة تحمي المشاهدين وتحاسب من يخطأ وكما قال المثل من أمن العقاب أساء الادب ولان الاعلام المصري لا يعاقب من يخطأ فالعاملون به اساءوا الادب. فيما قال الاعلامي حمدي الكنيسي انه لا يجب الا نندهش من اي تجاوزات او انتهاكات لرسالة الاعلام وهدفه لان ما نعيشه منذ شهور او اكثر من عام جعل الاعلام يعاني من حالة ارتباك وفوضي بلا حدود,وادي الي تراجع المهنية وصار لكل من تتاح له فرصة تقديم برامج او حتي كتابة مقال في صحيفة الحرية المطلقة في قول وفعل ما يشاء دون اعتبار للمهنية. واضاف ان مشكلة المذيعة اكبر من ان تكون حالة واحدة فقط ولكنها استكمال لمسلسل الاخطاء التي يرتكبها اعلاميون بدون توقف فكادوا ان يدمروا علاقتنا بالجزائر واثيوبيا واشقاء لنا في كل مكان وكذلك تدمير المبادئ والقيم الاخلاقية وصل الي دعوة الشباب لمشاهدة الافلام الاباحية. واشار دكتور صفوت العالم الي ان ما حدث للمذيعة ريهام سعيد عبرة واحد المؤشرات المهمة التي يحب ان يهتم بها كل مقدمي البرامج لان احترام المشاهد البسيط هو البطل والضامن للاستمرار اما البحث عن تعظيم حجم المشاهدة من خلال تجاوز المهنية فاعتقد ان نهايتها ستكون الخروج من ملعب المشاهدة تماما. وأضاف انه لابد للمهنية ان تنتصر في النهاية فكثير من ممارسات المذيعة وتجاوزاتها المهنية كان يمكن ان تتجاوب معه القناة لأهداف اقتصادية وإعلانية وزيادة حجم المشاهدة لكن ان يتحول الأمر إلي هذا الأسلوب من الفجاجة وتجاوز الخطوط المهنية فاعتقد انه لن يكون في صالح الوسيلة او المعلن او مقدم البرامج وبالتالي تزايد اعداد المطالبين بوقف البرنامج مما ادي الي انسحاب المعلنين وفي النهاية وقف البرنامج تجاوبا مع حجم الاعتراضات في مواقع التواصل الاجتماعي او المشاهدين.