أتعجب من اختيار البريطانيين «الأسد» كرمز للمملكة المتحدة، ونعرف أن الأسد ملك الغابة وبجانب قوته الجسدية وجرأته وجسارته يتميز بصفاته النبيلة الراقية ولا يعذب فريسته قبل أن يجهز عليها مثل الفهود والنمور ولا يقوم بمهاجمة فرائسه إلا حين يستشعر الجوع الغريزى وهذا كله يتناقض تماما مع سياسات واتجاهات الساسة البريطانيين قديما وحديثا فلم تعد بريطانيا الامبراطورية القوية التى لا تغرب عنها الشمس، بل أصبحت لا ترى الشمس نهائيا، أما إسلوب ساستها فى التعامل فليس من النبل فى شيء بل أصبح ما يميزهم هو مكر الثعالب ونذالة الذئاب وارتداء أقنعة خادعة مع تحريض وتدعيم قوى الشر فى العالم بغية استعادة قوتها الغاربة، ولكن هيهات لن يحدث ذلك، فقد ظهرت قوى جديدة هائلة لم تكن فى الحسبان،وليس أدل على أسلوبها الماكر غير الدبلوماسى هو ما حدث مع رئيس مصر بعد أن وجه رئيس وزرائها ديفيد كاميرون الدعوة الى الرئيس عبد الفتاح السيسى لزيارة بريطانيا باعتبار مصر أحد أهم الركائز الأساسية لاستقرار منطقة الشرق الأوسط فى الوقت الحالي، وخلال الزيارة وقع حادث سقوط طائرة الركاب الروسية فى سيناء وما صاحبها من غموض واذا بوزير الخارجية البريطانى وبغير مراعاة لأعراف الدبلوماسية يؤكد أن الطائرة الروسية سقطت بسبب انفجار قنبلة كانت على متنها نتيجة لتقارير مخابراتية تؤكد أن داعش هى التى أسقطت الطائرة، وقبل فحص الصندوقين الأسودين اللذين عثر عليهما بين حطام الطائرة المنكوبة يخرج رئيس الوزراء البريطانى فيؤكد هو الآخر سقوط الطائرة نتيجة انفجار قنبلة وقد سارع بإرسال محققين الى شرم الشيخ وايقاف الرحلات السياحية بل وإرسال طائرات خالية لاجلاء رعاياهم.. وليكتمل سيناريو محور الشر فى العالم خرج أوباما ووزير الأمن الداخلى الأمريكى بادعاء أن واشنطن لديها تسجيلات صوتية بين التنظيم الارهابى داعش فى الرقة بسوريا وبين أتباعه فى سيناء «بيت المقدس» تؤكد أن القنبلة وضعت فى الطائرة الروسية بواسطة التنظيم، واذا كان ذلك صحيحا فلماذا لم يذيعوا هذه التسجيلات على العالم؟!!. وهكذا اتضح أن الغرب يقود حملة ممنهجة للاساءة الى سمعة مصر وضرب اقتصادها وتسميم العلاقات الممتازة بين مصر وروسيا.. ومن الجلى أن الغرب الشرير لم ينس لمصر وجيشها العظيم حينئذ بقيادة رئيس مصر الحالى فى 30 يونيو، و3 يوليو احباط استكمال مخططهم بتقسيم منطقة الشرق الأوسط لتحقيق الفوضى «الشاملة» وليس «الخلاقة» كما كانوا يدعون، وقد سجل التاريخ دوما أن مصر عصية على الكسر لأن الله هو حاميها. د. مصطفى شرف الدين