الكلمة الصادقة والابداع الأصيل والفن الحقيقى كل منها يبقى ويخلده التاريخ.. ما أجمل أن تقرأ قصيدة للخال صوت مصر ونبض أيامها للشاعر الكبير عبدالرحمن الابنودى عن فاتن حمامة سيدة الشاشة العربية، وجه القمر، أيقونة الفن. «الأهرام» تنفرذ بنشر قصيدة للشاعر عبدالرحمن الأبنودى أهدتها الإعلامية نهال كمال للأهرام باعتبارها ذاكرة الأمة ودفتر أحوالها، وقد تم إلقاء جزء من القصيدة بصوت الابنودى منذ ساعات فى افتتاح مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته ال37 الذى يكرم فاتم حمامة على أكثر من صعيد، حيث أطلق اسمها على الجائزة التقديرية التى أعلن تأسيسها، وقصيدة نجوم من مصر «فاتن حمامة» هى سلسلة كتبها الخال لم تنشر من قبل تضم عشرين شخصية مصرية تركوا بصماتهم على الحياة فى مصر السياسية والثقافية والتاريخية. وهناك علاقة وثيقة بين الخال وسيدة الشاشة العربية. فقد اختارت فاتن حمامة الابنودى فى بداية السبعينيات بالاسم لكتابة سيناريو مسرحية «أغنية الموت» لتوفيق الحكيم وتحويلها لفيلم قصير وكتابة الأغاني.. هذا العمل الذى جمع بين العمالقة الثلاثة، وفى حوار سابق يقول الخال اللقاء الأول الذى جمع بيننا كان فى منزلها بعمارة ليبون بالزمالك ويقول: التقيت فاتن حمامة، وجلسنا معا لساعات طويلة وشربت معها أصغر فنجان قهوة شربته فى حياتي، فى حجرة ذات طراز عربى وقالت لي: اقرأ مسرحية أغنية الموت، واكتب السيناريو والحوار والأغنية، أريد نصا كاملا، وأنا سأقوم بدور «عساكر»، وبعد ثلاثة أيام فقط انتهيت من كتابة نص سينمائى كامل! وبالفعل رسمت صورة سينمائية لمكان يشبه بيت جدتى «ست أبوها» فى أبنود، الغرفة، السلم الطيني، السور المبنى بأزيار الماء المقلوبة، والملابس والوشم على الوجوه، وباب البيت ذا الضلفة الواحدة الذى يصدر عند فتحه وإغلاقه أنينا يشبه أنين السواقي، وكانت المرة الأولى التى تخرج فيها مشاهد سينمائية تتطابق مع الواقع. وقد أخذت فاتن حمامة بهذا العالم الذى استحضرته على الورق، وبقدرتى على تحويل المسرحية الى واقع من لحم ودم، وأصرت على أن أدربها على طريقة النطق واللكنة والحركة، ولتعرف منى طبيعة هذا العالم الذى لم تسمع عنه من قبل، وكانت ترفض فاتن بدء التصوير فى الاستوديو إلا إذا حضرت، حتى أطلقوا على لقب «الخبير الأجنبي»!.. وكان يقول الخال لم أر فى حياتى دقة والتزاما كما وجدتهما عند فاتن حمامة كانت تسألنى صف لى بالهمسة كيف كانت تحزن والدتك، كيف كانت تخبط رأسها على الاريكة.. لا تخجل مني.. أريد أن أتعلم بالضبط.. تقمص دور والدتك.. وانس أنك الأبنودي.. وبعد دقائق تتحول فاتن حمامة التى كانت منذ لحظات فى موقف المتلقى الى مارد أمام الكاميرا، وقد أتقنت دور السيدة الصعيدية بكل مشاعرها ولفتاتها وكأنها لم تخرج من أبنود مطلقا، وهذا هو سر تألق وعبقرية فاتن حمامة، التى اكتسبت لقب سيدة الشاشة العربية بكل جدارة، وحفرت مكانتها كأيقونة على مر الزمان.. فاتنة الفن.. مصرية الطابع.