بعد تجاوزات سابقة عديدة وبعد أن مل ويئس المشاهد من عدم ردع المخطئ من المذيعين والمذيعات وفى غياب لتطبيق القوانين والتشريعات الإعلامية انتفض الشعب وقرر جمهور الفيس بوك تطبيق قواعد مهنية الإعلام التى يتناساها البعض فى غفلة من تطبيق القوانين . فاجتمعت الآراء على شبكات التواصل الاجتماعى ضد ريهام سعيد مذيعة برنامج «صبايا الخير» الذى كانت تعرضه قناة النهار بعد استضافتها فتاة تم التحرش بها فى حوار من أسوأ مايمكن وبعيد كل البعد عن أى صفة إعلامية وماتبع ذلك من مداخلة مع المذيعة إيمان الحصرى التى أكدت احترام المشاهد فى تلك المكالمة فجاءت كلمة الشعب الذى أجبر الجميع على تنفيذ مطالبه بل وأجبر الرعاة والشركات الإعلانية والقناة بإيقاف البرنامج والمذيعة تنفيذا لحكم الشعب. وحول ذلك يقول د.فاروق أبوزيد: إن وضع الإعلام بعد 25 يناير وتحديدا الإعلام الخاص أصبح فى مأزق بسبب سقف الحريات التى انتهجها وتحولت إلى فوضى فيما بعد وبلا قانون يحكمها وظهرت سلبياتها فى الفترة الأخيرة بشكل واضح وفى ظل هذا الواقع فقد المشاهد الأمل فى وقف تجاوزات الفضائيات بسبب عدم الحساب والعقاب. ويضيف: فى ظل غياب القانون تحرك الشعب بالملايين وهو ما يحدث فى أوروبا وأمريكا، تحرك ضد البرنامج الذى ارتكب الخطأ الكبير ومارس الضغوط على الرعاة وعلى المذيعة وعلى إدارة القناة مما أصاب الملاك بالذعر حتى تمت الاستجابة لمطالبهم بوقف المذيعة والبرنامج، وهو نجاح كبير للشعب أحييه عليه. وبهذه المناسبة هناك علم جديد يسمى علم التربية الإعلامية لتدريب المستهلك نفسه أى المشاهد أو القارئ كيف يختار قناته أو صحيفته وهذا يحميه من التجاوز فى حقة ويعلى من قيمة الصحيفة أو القناة المفضلة له وهذا العلم وصل لمنطقتنا العربية وعقدت منذ فترة جامعة الأهرام الكندية ندوة عنه ونسعى لتطبيقه فى كليات الإعلام بمصر ويقول: إن واقعة برنامج ريهام سعيد نموذج سيئ والواقعة نفسها جريمة لا تغتفر ولابد من تحويلها للنيابة فورا فهذا حق المجتمع وحق للفتاة وردع لأى إعلامى يخطئ فى المستقبل وأطالب بتحويل جميع فريق البرنامج ومسئولى القناة للقضاء وأدعو الفتاة لعدم التصالح وماحدث إجرام وليس إعلاما وأعتقد أن الشعب لن يسكت مرة أخرى عن أى مهزلة فضائية وهذه هى المرة الأولى التى يسقط فيها الشعب مذيعة. ويقول د.محرز غالى بإعلام القاهرة: إن منظومة الإعلام تعانى من البرامج التى لا يحكمها أى قانون أو أخلاقيات المجتمع وكان غياب التشريعات سببا واضحا فيما يحدث وجعل بعض الإعلاميين فى منأى عن الحساب واستغلوا ذلك أسوأ استغلال فى نشر وبث مادة لاتسهم فى تقدم المجتمع بل تهدم وتفرق وتشتت واستغلوا حالة السيولة وإنشغال الدولة فى قضايا كبرى لتحقيق مصالحهم الشخصية سواء الانتخابية أو الإعلانية أو الحفاظ على مكتسباتهم السابقة وأصبح مفهوم السبق عند الفضائيات أهم من الصدق، وهنا أحيى الإعلام القومى بكل مؤسساته فهو رغم الظروف الصعبة التى يمر بها كان الأكثر صدقا ومهنية وأتساءل لماذا لاتوكل للجنة الرصد للانتخابات مسئولية متابعة أداء الفضائيات حتى يتم تشكيل المجلس الوطنى للإعلام مع توسيع صلاحياته. ويضيف: ظهرت ريهام سعيد فى وقت اختلط فيه الحابل بالنابل فهى دخيلة على مهنة الإعلام التى هى مهنة الثقافة والصدق والموضوعية والحياد ومناقشة الموضوعات التى تفيد المجتمع بعيدا عن الدجل والشعوذة. وتقول الناقدة ماجدة موريس: إن مافعلته ريهام سعيد فى استضافتها لفتاة متحرش بها وفضح صورها دون علمها جريمة فى حق المجتمع فهناك أسرار لايمكن نشرها مهما كان العائد من ورائها كما أحيى موقف المذيعة إيمان الحصرى التى تعاملت مع مداخلة ريهام المستفزة بمهنية عالية. وتضيف فشلت تلك المذيعة فشلا كبيرا فى حلقات سابقة ولم تصحح من وضعها حتى جاءت كلمة الشعب، وهى دائما تظهر بتعال وغطرسة وكأنها من كوكب ثان، ورحم الله إمرأ عرف قدر نفسه، وأتعجب من ردها على الفتاة عندما قالت لها أنا خريجة الجامعة الأمريكة وألبس أى شئ يعجبنى فهل هذا كلام يصدر من مذيعة ذات ضمير مهنى وأخلاقى؟ فحواراتها مع الضيوف تبدو فيها دائما وكأنها مركز قوة فى وقت نحن فى أشد الحاجة لإبعاد مراكز القوة عن مجتمعنا وأنا مندهشة من غرفة صناعة الإعلام التى لاتجعل من المشاهد هدفها بل تحافظ على كياناتها الإعلامية فقط ومن هنا أطالب رئيس الوزراء بضرورة السرعة فى إصدار تشريعات الإعلام فالمجتمع يئن من الإعلام السلبى الهدام الذى يفتقد لأبسط قواعد المهنية ويضر بمصالح المجتمع.