تأتى مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى القمة الثالثة لمنتدى «الهند إفريقيا» التى تعقد اليوم بالعاصمة الهندية «نيودلهى» فى إطار حرص مصر على تعزيز علاقاتها السياسية والاقتصادية مع دول القارة الإفريقية والهند،على المستويين الإفريقى والآسيوى ، ولاسيما أن الهند أصبحت من أكبر الشركاء التجاريين بإفريقيا، وثانى أكبر مقصد للصادرات المصرية ، زيارة الرئيس السيسى إلى «نيودلهى» تأتى فى وقت يؤمن فيه العالم بأنه لامكان إلا للتكتلات الاقتصادية الكبرى، حيث تتجه مصر حاليا - وبقوة- نحو الطريق الصحيح بحثاً عن أسرع الطرق كى تلحق بقطار التقدم الاقتصادى، وعودة الاهتمام المصرى بدول القارة الإفريقية خطوة مهمة كان لابد منها، بعد ان تأخرت بسبب محاولة اغتيال الرئيس الأسبق حسنى مبارك بأديس أبابا عام 1995، نعلم جيدا ان الدول الإفريقية أصبحت محل اهتمام - بل مطمع- الدول الكبرى وإسرائيل، لاسباب كثيرة، منها ان هذه الدول، تمتلك من الثروات مالم يمتلكه غيرها من دول العالم، وبعد غياب دام عشرات السنين تعود مصر لتمارس دورها - ليس فى إفريقيا فحسب بل فى آسيا أيضا - وربما تعمل مستقبلا لشركة مصرية / إفريقية / هندية . اتجاه مصر لإفريقيا والهند عودة إلى الطريق الصحيح الذى بدأه الرئيس جمال عبد الناصر فى بداية الخمسينيات، خاصة أن حجم التجارة مع الهند بلغ حاليا 5 مليارات دولار، وتعمل بمصر 50 شركة هندية، فى مجالات التجارة والاستثمار، بقيمة 3 مليارات دولار، و توفر أكثر من 35 ألف فرصة عمل داخل السوق المصرية . إذا كانت لدينا الإرادة الحقيقية لعمل تكتل اقتصادى جديد، فإن الفرصة سانحة حاليا أكثر من أى وقت مضى، من خلال المثلث المصرى -الهندى - الإفريقى، وإذا تحقق هذا الحلم فسيكون بادرة خير للمصريين والأفارقة والهنود. لمزيد من مقالات د . إبراهيم البهى