في اطار التحرك المصري نحو افريقيا لدعم وتوثيق علاقات مصر الافريقية تشارك مصر في فعاليات القمة الثانية لمنتدي الهند افريقيا التي تعقد الثلاثاء المقبل وعلي مدي يومين في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا. وترأس وفد مصر السيدة فايزة ابوالنجا وزيرة التعاون الدولي ويشارك في القمة رئيس وزراء الهند مانموهان سينج بالاضافة الي وفود من رجال الاعمال والقطاع الخاص. وتأتي مشاركة مصر في القمة انطلاقا من الدور الهام الذي تقوم به في القارة الافريقية ودورها الفاعل الذي قامت به من اجل انعقاد القمة الاولي لمنتدي الهند افريقيا في عام2008 بنيودلهي ومشاركتها في اعداد الوثيقتين اللتين صدرتا عن القمة. ويأتي ذلك من منطلق العلاقات المتميزة والقديمة بين البلدين منذ ثورة23 يوليو1952, كما ان هناك تشاورا مستمرا فيما بين الجانبين واستثمارات مشتركة من خلال45 شركة هندية في مصر تتيح الافا من فرص العمل وتحقق المصلحة للجانبين ومن ثم فإن البعض يري ان الهند تعبر لافريقيا عبر البوابة المصرية. وتهدف القمة الي تنمية التعاون بين كل من افريقيا والهند في المجالات الاقتصادية والسياسية علي الرغم من ادراك الهند لحجم المنافسة القوية التي قد تواجهها في افريقيا خاصة من قبل الولاياتالمتحدة والصين فافريقيا الغنية سواء من حيث الموارد او عدد الاصوات في الجمعية العامة للامم المتحدة تدفعها للمضي قدما في هذا الاتجاه. ومن المتوقع ان تصبح الهند خلال السنوات القليلة المقبلة احد الاطراف الكبري الفاعلة علي الساحة الافريقية وذلك من خلال عدة مبادرات لعل ابرزها انعقاد القمة الهندية الافريقية الاولي بهدف تحقيق شراكة استراتيجية بين الجانبين ومنتدي الهند سادت وايضا زيارة كبار المسئولين الهنود لافريقيا. وجاءت فكرة انعقاد اول قمة بين الهند وافريقيا عام2006 بمبادرة من الهند خاصة عقب زيارة السيد الفا عمر كوناري رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي في ذلك الوقت للهند, وهو الامر الذي تعزز في ظل حدوث تطور سريع ومتلاحق لاوجه العلاقات الهندية الافريقية وتجسد ذلك في انعقاد القمة الهندية الافريقية الاولي في عام2008 بنيودلهي. وتتجه الهند لتعزيز التعاون مع دول القارة الافريقية علي جميع المستويات خاصة في مجال الطاقة, حيث يشكل النفط الافريقي الخام61% من صادرات افريقيا للهند, يليه من حيث الاهمية الذهب والفوسفات وخام النحاس وتشكل الاخشاب ايضا واردات زراعية كبيرة للهند من الدول الافريقية. ويبلغ حجم التجارة البينية بين الهند والدول الافريقية نحو45 مليار دولار اي بزيادة12 ضعفا عما كانت عليه قبل سبع سنوات حين بلغت ثلاثة مليارات دولار.. وتتطلع الهند والدول الافريقية الي مضاعفة التبادل التجاري بين الجانبين ليصل الي70 مليار دولار عام2015. وفي مجال الاستثمار فقد اقرت الهند اخيرا استثمارات لدول القارة الافريقية تقدر قيمتها بنحو5.4 مليار دولار بالاضافة الي عشرات المشروعات التي تتم مع القطاع الخاص وهو تعاون يتم حاليا بشكل اكثر سرعة وايجابية مقارنة بالسنوات الماضية. ويري المراقبون ان استراتيجية الهند نحو الدول الافريقية تهدف الي اقامة الشراكة علي اساس تحقيق تنمية ونهضة البلدان الافريقية ولتأكيد هذا التوجه سلكت الهند عدة مسارات منها اقامة19 مؤسسة لتنمية الكفاءات والموارد البشرية في افريقيا وذلك تطبيقا لمقررات القمة الهندية الافريقية الاولي عام2008. وتشمل هذه المؤسسات المعهد الهندي الافريقي للتجارة الخارجية والمعهد الهندي الافريقي للالماس, والمعهد الهندي الافريقي لتكنولوجيا المعلومات.