لو صبر طلبة الثانوية العامة الذين تظاهروا ضد فرض 10 درجات على السلوك والحضور على رزقهم قليلا وواصلوا احتجاجاتهم التى كانت تجرى على استحياء وبأعداد لا تخيف حكومة تحترم قراراتها,لنال الطلاب تنازلات أكبر تفوق إلغاء قرار فرض الدرجات, فربما قدمت لهم حكومتنا الطيبة مكرمة أخرى من مكارمها التى لاتحصى مثل منح كل طالب بالثانوية العامة 10 درجات جدعنة تعوضهم عن «مليونيات» التظاهر ونزولهم للشارع تحت لهيب الشمس وعن الوقت المستقطع من فسحة سناتر الدروس الخصوصية. حكومة شريف اسماعيل خير خلف لخير سلف بالنسبة لهواة كسر شوكة القانون بالذوق عندما لا يلبى مصالحهم, فحكومة محلب ذات المكرمات الجليلة سبق أن أظهرت طيبتها التى ظن المنتفعون أنها ولت مع أيام جميلة لن تعود, ولكن هاهى حكومة اسماعيل تثبت لهم أنها عند حسن الظن دائما, فقرار درجات الثانوية يذكرنا بوداعة حكومة محلب التى لم تتحمل غضب بعض الفئات القادرة التى لا ترغب فى القيام بواجبها نحو المجتمع الذى أتاح لها فرص الكسب وتكوين الثروات, فّرّق قلب محلب لهم وألغى قرار فرض الضريبة على التعاملات فى البورصة وسبقه إلغاء ضريبة الأغنياء (5% على كل مليون لمدة 3 سنوات). قضيت معظم سنوات دراستى حتى الثانوية العامة فى دولة عربية,ولم تكن هناك أى مناقشة أو مزايدة فى أمر الحضور وتلقى الدروس والمراجعات حتى أسبوع ماقبل الامتحانات النهائية وفق نظام صارم يلقى قبول الطلبة وأولياء الأمور على السواء وهو أمر يثير لدى علامات الدهشة بل والاستهجان إزاء الفرحة العارمة التى انتابت أولياء الأمور عقب تجميد درجات الحضور بالثانوية وكأنه اعتراف من الآباء بأنهم مطية لرغبات الأبناء الذين لا تمثل لهم المدرسة سوى اسم مطبوع على شهادة الثانوية العامة. لا عجب أن تحتل مصر المركز قبل الأخير فى الترتيب العالمى للدول حسب جودة التعليم مادام القائمون عليه من الهواة,من ترتكز دائرة اهتماماتهم على الترقى والحوافز والإعارة للخارج ولا تمثل لهم جودة التعليم سوى مثالية لا تنفع مع هذا البلد, فأولياء الأمور مبسوطين وفلوس الدروس بتتدبر والمدرس الخصوصى مسيطر والعيال بتنجح,اطلعوا منها يا بتوع جودة التعليم! [email protected] لمزيد من مقالات شريف عابدين