كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أمس عن دراسة جديدة تؤكد استحالة العيش فى منطقة الخليج العربي، بسبب ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة بحلول عام 2100. وحذرت الدراسة التى أجراها قسم الهندسة المدنية والعلوم البيئية فى جامعة «لويولا ماريماونت» فى ولاية لوس أنجلوس الأمريكية بالاشتراك مع معهد «ماساتشوستس» للتكنولوجيا، من أن موجات حارة قاتلة ستضرب منطقة الشرق الأوسط وتحديدا دول الخليج مع نهاية القرن الحالى وبالتحديد فى عام 2100، بحيث ستؤدى درجات الحرارة المرتفعة جدا، ونسبة الرطوبة الشديدة إلى تهديد حقيقى على إمكانية أن يعيش الانسان فى هذه المناطق. وأشارت الدراسة إلى أنه «من المرجح أن تشهد منطقة الخليج العربى مع اقتراب نهاية القرن الحالى درجات حرارة تفوق تحمل البشر لأنها ستفوق 73 درجة مئوية، وأنه بمجرد بقاء الانسان فى الهواء الطبيعى مع نسبة الرطوبة ودرجة الحرارة المرتفعتين، من المتوقع أن تلغى لديه وظيفة تعرق الجسد لخفض درجة حرارة الجسم - حيث لن يتمكن العرق من التبخر على الجسد - وبالتالى تصبح هذه المناطق غير قابلة للحياة فيها». وحذرت الدراسة من أن يكون الفقراء والعاملون فى الزراعة وفى الأعمال التى تتطلب جهدا جسديا فى الهواء الطلق، هم أكثر الضحايا مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة. وأثارت الدراسة الجديدة احتمال حدوث «عواقب وخيمة» فى موسم الحج بالذات، وخاصة عندما تتزامن فترة الحج فى فصول الصيف من كل عام، حيث يؤدى أكثر من مليونى حاج مناسك الحج فى الهواء الطلق. وبالإضافة إلى تلك العواقب، يعتبر عدم إمكانية العيش فى بعض الدول الخليجية مع نهاية القرن الحالى أمرا مروعا، وذلك لأهمية الثروات الطبيعية من البترول والغاز الطبيعى الموجود فى هذه الدول. وتأتى هذه التقارير تزامنا مع مساعى الأممالمتحدة لإنجاح مؤتمر المناخ الذى يسعى إلى منع انبعاث الغازات الضارة للبيئة والمناخ وأهمها غاز أول أوكسيد الكربون والميثان وغيرهما، وذلك فى إطار الحد من ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية.