من رحم المحن تأتى المنح؛ لكننا ننسى غالبا من المانح.. نتذكر له السلبيات ونمحو من ذاكرتنا الايجابيات حتى وان كانت كثيرة . أتحدث عن زعماء رحلوا ولم يبق منهم إلا الاسم والتاريخ والبطولات.. أتذكر الراحل جمال عبد الناصر عندما كنت تلميذا بالاعدادي.. وأتذكر انور السادات حينما كنت ضابطا بالقوات المسلحة.. عاصرت قراراته وشاهدت إنجازاته وشرفت بمقابلته مثلما قابلت غيره فى مناسبات رياضية . لكن يبقى السادات عالقا بذاكرتى لأنه حرر سيناء ورفع عليها علم مصر وتركها أمانة فى عنق القادم من بعده ليبنيها ويعمرها ويجعلها أرض الفيروز بحق وحقيقى ولا يجعلها أرض الفيروس الذى ينشر الدم والقتل والإرهاب والتهريب. ان السادات بريء من دم من جاء بعده.. فلم يهتم بالتعمير والبناء والتنمية فحول الفيروز الي فيروس ينهب ويقتل ويحارب ليس من أجل السلام والإسلام وإنما طمعا فى السلطة والسلطان! اطالب ببناء استاد رياضى عالمى مكتمل الأركان بسيناء ليكون نواة لإعداد شباب يكون منتميا لوطنه بدلا من الشباب البائس اليائس من نفسه.. الفاقد لأى أمل فى حياته .. المتشائم من مستقبله. إذا أردنا أن نبنى مصر علينا أن نبنى شبابها بالرياضة والثقافة والعلم والتحضر. علينا أن نوفر له فرص عمل وعلم ولا نهمشهم سياسيا او رياضيا واجتماعيا. ارى ان الشباب مستعد للمشاركة الوطنية فى كل شئ بشرط أن يوفر له الكبار حياة بسيطة يحقق فيها ذاته وأفكاره واحلامه ويشعر خلالها بشخصيته وحريته فى اتخاذ القرار.. فهل لدينا استعداد لتحقيق ذلك لصناع المستقبل. أعتقد أن طلباتهم غير مغال بها ويسهل تنفيذها.. دعونا نكمل مشوار قناة السويس الجديدة ببناء اندية ومراكز للشباب بسيناء وان نحلم بناد يمثلها بدورى الاضواء. إنه أقل ما يجب وانسب ما يكون. الدورى الممتاز لكرة القدم بدايته مبشرة بالخير.. لكنى أتوقف عند بعض الأرقام تؤكد ما ينفق على الكرة من مال واعمال وانها تسهم فى تشغيل عمالة وتؤثر فى رفع المعاناة عن شعب طيب يرى فيها متنفسا لحياته التى تملأها الفضائيات بالكآبة. أن تكلفة دورى الكرة وصلت لمليار جنيه أنفقت على 18 ناديا يمثلها 508 لاعبين بينهم 143 اجنبيا..وإن الأجهزة الفنية للاندية تتكلف خمسة ملايين جنيه شهريا..وإن أقل راتب شهرى للمدربين يصل إلى 30 الف جنيه لعبد الحميد بسيونى مدرب الحدود والأغلى لبيسيرو مدرب الاهلى الذى يتقاضى حوالى نصف مليون جنيه شهريا.. واللهم لا حسد! http://[email protected] لمزيد من مقالات عبدالقادر إبراهيم