ترك الأديب جمال الغيطاني بعد رحيله بصمة كبيرة في الدراما المصرية، عبر تقديمه عددا من الأعمال الفنية، التي ستخلد في ذاكرة الفن، أبرز هذه الأعمال مسلسل " الزيني بركات " وهو مسلسل تاريخي مأخوذ عن رواية " الزيني بركات "، التي تم ترجمتها إلي أكثر من لغة وأخرجه يحيي العلمي وسيناريو وحوار محمد السيد عيد وبطولة أحمد بدير ونبيل الحلفاوي ومن الأعمال البارزة أيضا مسلسل "حارة الطبلاوي" وهو مسلسل اجتماعي، مأخوذ عن رواية " وقائع حارة الطبلاوي "، والتي تناقش قضايا الحارة المصرية وما يدور بدخلها من صراعات، أخرجه محمد عبدالعزيز، وكتب له السيناريو والحوار مصطفي إبراهيم وقام ببطولته فاروق الفيشاوي ومعالي زايد ومن أعماله أيضا مسلسل "حارة الزعفراني" التي تدور في إطار اجتماعي عن رواية " وقائع حارة الزعفراني "، وهي من الأعمال التي تم ترجمتها أيضا إلي عدة لغات، وأخرج المسلسل أيمن عبيس وقام ببطولته بطولة صلاح السعدني وسماح أنور وكتب له السيناريو والحوار ياسر عبد الرحمن ومن روائع الأعمال الوطنية الفيلم التليفزيوني «حكايات الغريب» المأخوذ من روايته " حكايات الغريب"، وأنتجها قطاع الإنتاج باتحاد الإذاعة والتليفزيون للمخرجة إنعام محمد علي وشارك في بطولته محمود الجندي وهدي سلطان ومحمد منير وشريف منيروحسين الإمام وحول أعمال الغيطاني الأدبية ومنها مسلسل "حارة الطبلاوي" للمخرج محمد عبد العزيز قال عنه: إن هذا المسلسل كان عملاً ناضجا، فالغيطاني صاحب رؤية اجتماعية وسياسية واضحة، إضافة إلي اهتمامه بالإعلام والتاريخ الإسلامي، وهو قامة كبيرة وموهبة متعددة الجوانب، موضحا أن له تأثيره في الأدب وأثبت أن مصر لها جذور أدبية، وقد حقق المسلسل نجاحا كبيرا لدي عرضه وكان حديث مشاهدي التليفزيون وقتها. وتقول المخرجة إنعام محمد علي عن ذكرياتها مع الراجل جمال الغيطاني في فيلم حكايات الغريب : كنت مهمومة بتقديم فيلم عن حرب 6 أكتوبر المجيدة من خلال إنتاج ماسبيرو، حيث لم يتم إنتاج فيلم طويل عن تفاصيل مهمة وأحداث المجيدة حتي عام 199، وكان الهدف إنتاج فيلم طويل عن حرب 6 أكتوبر تراه الأجيال الجديدة لتعلم مدي حب المصريين لوطنهم والتضحيات التي قدموها لأجل مصر ، وكنت أبحث عن نص مميز حتي وجدت ضالتي في «حكايات الغريب»، وهو مجلد كان يحوي العديد من القصص التي رصدها الغيطاني أثناء عمله كمراسل حربي أثناء حرب أكتوبر العظيمة، وكان بها جانب إنساني وقصص بطولية تطغي علي الجانب الحربي ، وتكلفة الفيلم كانت بسيطه برغم قصصه وحكاياته المؤثرة وكان أفضل عمل أدبي لإظهاره علي الشاشة وتقديمه حاملا العديد من بطولات الجيش إلي جانب بطولات المقاومة الشعبية لأبطال السويس وبورسعيد وبدو سيناء الذين حاربوا العدو المحتل علي مدار خمسة أشهر دفاعاً عن مصر بأرواحهم. وتضيف إنعام محمد علي: لا أنسي أبداً يوم العرض الخاص للفيلم، حيث دمعت عينا الكاتب جمال الغيطاني مع بدايته، وكلما تصاعدت أحداث الفيلم كانت دموعه تنهمر أكثر ومع نهاية التتر إنفجر بالبكاء ، فقد كان الراحل مفعم بالأحاسيس والمشاعر وحب مصر بشكل لم أري مثله مع كثيرين.