منال سيدة بسيطة فى الخمسين من عمرها متزوجة من رجل كان يعمل فى شركة قطاع عام، ولديهما ولدان، وتصف فرحتها بقدوم ابنها الأكبر فتقول لقد ملأ حياتنا بهجة وسرورا، وبمرور الوقت شعرت بقلق شديد عليه، خصوصا بعد أن بدأ عامه الثالث وهو لا يستطيع الكلام، وحملته إلى الأطباء والمستشفيات فقالوا لى إنه مصاب بالتوحد ويحتاج إلى رعاية خاصة ودواء مستمر مكلف، ولم يدخر زوجى جهدا لعلاجه حتى خرج إلى المعاش، وأصبح غير قادر على توفير العلاج ومستلزمات الأسرة وتراكم إيجار السكن. وتضيف الأم والدموع فى عينيها إننا لا نذوق طعم النوم وابننا بهذه الحالة المتردية، وقد ذهبنا إلى الشئون الاجتماعية، ولم تفلح محاولتنا لصرف معاش له، فلقد واجهتنا عقبات وعراقيل كثيرة. لقد ذقنا الأمرين ولا نجد حلا لما نحن فيه، وكل ما نريده هو توفير العلاج اللازم لابنى حتى لا تتدهور حالته إلى ما هو أسوأ مما يعانيه الآن. ودفع الإيجار قبل أن يطردنا صاحب «المنزل». صفاء عبد العزيز