فى المسرحية الشهيرة » وجهة نظر « للفنان محمد صبحي، رأينا الممثلين يلعبون أدوارا لمكفوفين، لكن هذه المرة، وفى مسرحية «زنان وندمان »، فالأبطال كانوا مكفوفين بالفعل.. لكنهم آمام الجمهور مبصرون! مشاهدة ممثلين مكفوفين على خشبة المسرح أمر مثير بالطبع، لكن دهشتك لن تنتهى عندما تعلم أن المخرج عادل مصطفي- والذى شارك بدور فى العرض- كفيف هو الآخر! المسرحية التى عرضت فى مركز الهناجر بمناسبة اليوم العالمى للكفيف، مدتها لا تزيد عن نصف الساعة، وأبطالها ستة، من طلبة المدارس والجامعة، يمثلون للمرة الأولي، ليخاطبوا الباحثين عن الثراء السريع من خلال تجارة الاثار، ويؤكدوا على إعلاء قيمة الوطن وعدم الانسياق وراء المغريات.. وكما تقول تهانى نوح- التى كتبت النص وتعمل فى خدمة المكفوفين بوزارة الآثار- أن الفكرة تهدف إلى إعلاء قيمة العمل وبذل الجهد من أجل جنى المال الحلال، وقد تم إدراج دور لبنت كفيفة فى النص، لتكون بمثابة «الضمير» لأبيها الفقير الذى يطمع فى الثراء على حساب كنوز بلده. المسرحية كما توضح تهانى ضربت عصفورين بحجر، إذ ناقشت قضية رئيسية من ناحية، ومن ناحية أخرى عالجت مشكلة شائعة وهى عدم إيمان الآباء بقدرات أبنائهم المكفوفين،مقارنة بالأمهات، إلا أن الرسالة القوية للجمهور بحق، كانت أن الكفيف قادر على فعل كل شيء، حتى ولو كان التمثيل على خشبة المسرح..