10 سنوات هى عمر مدرسة الوعى الأثرى للمكفوفين فى المتحف المصرى تجسدت خلالها إرادة مجموعة من المكفوفين حيث استطاعوا تحدى إعاقتهم ونظرة الشفقة فى عيون المبصرين بأن يمدوا أيديهم إلى غيرهم من المكفوفين زوار المتحف المصرى ليحكوا لهم التاريخ بالقول واللمس. بمناسبة مرور عشر سنوات على إنشاء مدرسة الوعى الأثرى للمكفوفين بالمتحف المصرى أقيم بمركز الهناجر للفنون بدار الأوبرا المصرية حفل بعنوان «حوار فى الظلام» حضره السفير البلجيكى بالقاهرة ومندوبة سفارة الصين، وأكدت د.وفاء الصديق رئيس الاتحاد الدولى للحفاظ على التراث ومدير عام المتحف المصرى سابقًا وصاحبة فكرة إنشاء المدرسة أن عام 2004 كان بداية انطلاق المدرسة عندما وجدت شابين مكفوفين من العاملين بالمتحف وبالرغم من إعاقتهما البصرية فإنهما كانا يحفظان المتحف وأثاره أكثر من المبصرين ومن هنا جاءت فكرة مدرسة للمكفوفين تقدم أنشطتها وبرامجها لطلاب المدارس والمؤسسات الخاصة بالمكفوفين، ولاحظت من خلال تواجدها مع الأطفال المكفوفين خلال الورش التى كانت تقيمها المدرسة أن لديهم حسًا عاليًا وذكاء خارقًا وإمكانية استيعاب أسرع من الأطفال الآخرين. فريق العمل وأضافت أن فريق عمل المدرسة من المكفوفين وهم عادل مصطفى وأحمد نجيب وأحمد ناجى يصطحبون الأطفال داخل المتحف ويشرحون لهم التاريخ المصرى القديم، واستثنينا المكفوفين من عدم لمس المعروضات حيث إنهم الوحيدون الذين يمكنهم لمس بعض الآثار خاصة المصنوعة من الأحجار الصلبة لأنهم يرون بأناملهم، وكانت لدى عادل مصطفى رغبة فى التمثيل والإخراج على المسرح فقمنا بتحقيق رغبته بتقديم عدد من المسرحيات المأخوذة عن الأدب المصرى القديم مثل «الملاح الغريق» و «الخير والشر» المأخوذة عن قصة «إيزيس وأزوريس» كما يتم إعداد مكتبة تحتوى على كتب بلغة برايل كذلك مكتبة سمعية، وبسبب البرامج التى تم تقديمها أصبح المتحف المصرى على قمة 10 متاحف على مستوى العالم تقدم أنشطة للمكفوفين. معلومات تهم الكفيف من جانبها قالت تهانى نوح مسئولة ذوى الاحتياجات الخاصة والمكفوفين فى المجلس الأعلى للآثار إن مدرسة الوعى الأثرى للمكفوفين تقدم كل المعلومات الأثرية التى تهم الكفيف الخاصة بالحضارة المصرية ويستتبع ذلك فى أغلب الحالات ورش فنية للتأكد من ترسخ المعلومة فى الأذهان، ولأن اللمس ضرورى لدى المكفوفين فقد سمح لهم بلمس بعض القطع الأثرية المصنوعة من الجرانيت والبازلت والرخام والتى لا تتأثر بلمس الأيدى وهذه التجربة مطبقة فى المتحف البريطانى. بطاقات برايل وأضافت أن المدرسة قامت بطباعة بعض الكتب وتصميم بطاقات شرح بطريقة برايل بالإضافة إلى إنشاء مكتبة سمعية. كما أنه من خلال السنوات الماضية اكتشفنا مواهب كثيرة فى فريق المدرسة مثل التمثيل والإخراج وقدمنا مسرحيات مستوحاة من الأدب المصرى القديم، ففى عام 2008م عرضنا على مسرح دار الأوبرا مسرحية «الثعبان الذهبى» عن قصة الملاح الغريق وفى عام 2009 عرضنا على مسرح الجمهورية مسرحية «الصدق والكذب» عن أوزوريس وست وفى عام 2010 م قدمنا «حكم وأمثال المصرى القديم». والتقت «أكتوبر» بعدد من المكفوفين أثناء الحفل ومنهم أحمد ناجى مسئول العلاقات العامة والإعلام بمدرسة الوعى الأثرى للمكفوفين الذى قال إنه حاصل على ليسانس آداب قسم تاريخ والآن باحث فى الماجستير بمعهد الدراسات والبحوث الأفريقية جامعة القاهرة مشيرًا إلى أن المدرسة تتعامل مع الكثير من الوزارات والجامعات والمؤسسات والجمعيات مضيفًا: شىء رائع أننا كمكفوفين نقدم خدمة لمكفوفين مثلنا من الأطفال والطلائع والشباب فنحن نستقبلهم عند وصولهم للمتحف ونكون مرشدين لهم داخله. وأوضح أنه يتمنى أن يكون للمدرسة مكان ثابت داخل المتحف وأن تستقر الأوضاع فى البلاد حتى يستطيعوا التركيز فى عملهم وتطويره، كذلك يتمنى أن يخصص كل متحف جزءًا ليكون مدرسة للمكفوفين وليس المتحف المصرى فقط، كما يتمنى أن يكون لمس بعض القطع المصنوعة من الجرانيت فى باقى المتاحف. وقال أحمد نجيب نائب المشرف على مدرسة الوعى الأثرى للمكفوفين إنهم يقومون بشرح الموضوعات وفقًا للطبيعة العمرية فإذا كانوا أطفالًا من سن 7 سنوات فإنهم يقدمون لهم المعلومة فى شكل قصة أما إذا كان عمرهم من سن 10 سنوات فما فوق فإنه يقوم بشرح المعلومة باستفاضة، كذلك فإنهم يقومون بمساعدتهم على لمس القطع المصنوعة من الجرانيت والبازلت وفى النهاية تقام ورشة عمل يقومون خلالها بعمل منتجات من الطين الأسوانى والصلصال وبعد ذلك تعرض تلك المنتجات فى معرض أو احتفالية.