لابد انك ستشعر بالخجل عندما تعلم ان' مكفوفين' يقومون بما لم تفكر او ربما لا تتخيل نفسك انت' المبصر' قادرا علي فعله..هؤلاء المكفوفين هم اعضاء مدرسة الوعي الاثري بالمتحف المصري والتي تاسست منذ قرابة العشر سنوات, ومع ذلك لا يعلم كثيرون منا بوجودها, ويسهم اعضائها من فاقدي نعمة البصر في توصيل الثقافة الاثرية لاقرانهم من خلال اصطحابهم في جولات في المتحف المصري ومساعدتهم علي التعرف علي القطع الاثرية المختلفة من توابيت وتماثيل ولوحات بحاسة اللمس ليقوموا بعد ذلك بصنع نماذج محاكية لها من الخامات المتعددة بالاضافة لممارسة الرسم وصنع الفخار وترميم الاثار في ورش عمل تنظم خصيصا لهذا الغرض ليصبحوا بعدها بدورهم الجديد مرشدين اثريين لمجموعة اخري من المكفوفين وهكذا تحكي نجوي ابراهيم وهي احدي اعضاء فريق المدرسة ومنسق اعمالاخر الورش التي نظمت في بيت السناري للعلوم والثقافة بمكتبة الاسكندرية, عن بداية التجربة فتقول: في عام2003 نظم المركز الثقافي الفرنسي ورش عمل عديدة للمكفوفين في مجال الثقافة الاثرية جاء بعدها انشاء مدرسة المتحف المصري لتقوم بالدور نفسة وتدرب المكفوفين علي التعامل مع الاثار المجسمة باللمس في جولات نحكي خلالها للزائرين القصص الفرعونية الشهيرة وبعض المعلومات التاريخية المبسطة وننعش خيالهم من خلال لمس وفحص النقوش والتماثيل ثم ننتقل لمرحلة اختبار مدي نجاحنا في توصيل المعلومة ومدي استجابتهم الفنية من خلال قيامهم بالتعبير عما شعرما باناملهم التي عادة ما تتميز بقوة حاسة اللمس, سواء بعمل مجسمات بالطين الاسواني والصلصال للتماثيل كتمثال الكاتب المصري او للاواني الكانوبية المصنوعة من الفخار او اعادة رسم النقوش بالوان الشمع كتلك التي في لوحة' اوزميدوم' الاثرية وهذا النشاط يتم في مختلف متاحف العالم لتثقيف المكفوفين اثريا مع توفير نماذج من القطع الاثرية ليتعرفوا علي تصميمها ويعيدون تجسيدها اما تهاني زكريا--مدير عام التربية المتحفية لمتاحف الاسكندرية فتعود بنا لجذور اقدم لتلك الورش حيث تؤكد ان الفكرة بدات عام1998 في المتحف اليوناني بالاسكندرية وعندما تولت الدكتورة وفاء صديق ادارة المتحف المصري تم توسيع التجربة بتنظيم العشرات من الورش التي شارك فيها طلاب مدارس المكفوفين بالقاهرة ومع نهاية العام نقيم احتفالية كبري لعرض منتجاتهم لتشجيعهم علي مزيد من الابداع.