إقترب.. أراك في آخر الغرفة منزويا ولا أعرف إن كنت تسمعني من بين الهمهمات والنحيب. إقترب.. ولا تخشي الناس إذا التفتوا إليك. كلهم هنا ضيوف. بضع دقائق ويرحلون. وربما يأتون للقاء الغد. يحتسون القهوة, ينفثون السجائر, يختلسون النظر لرسائل الهاتف ويرحلون. إقترب.. فليسوا أهم منك ولا يعرفوني مثلما أعرفك. دقائق وينتهي كل شيء فلاتضيع الوقت فيما لايفيد. أشكرك... قرب وجهك مني. أتري ذلك الجرح القديم أعلي الرأس؟ الوشم بساعدي الأيسر؟ خطوط الكف التي تغيرت مئات المرات؟ أتعرف كم سنة مرت لتظهر تلك العلامات؟ بالطبع تعرف. والآن قرب أذنك من شفتي ولاتنزعج من الخبر: أنت أنا, وإن اختلفت الأسماء.