اعتقد ان بعض افراد المجتمع المصري اصبحوا ضعافا للغاية, بسبب استغلالهم باسم الدين, فلا يمكن ابدا ان يصل تهور البعض الي درجة اشغال الطريق والتهديد بحرق البلد لمجرد ان اوراق مرشحهم للرئاسة لم تكن ملائمة لمواصفات الترشح للمنصب. والغريب ان هؤلاء يصفون مرشحهم بانه الرئيس في حين انه لم يترشح بعد ولم يخض السباق الرئاسي, وبالتالي لا يعلم احد حجم مريديه وانصاره في الشارع المصري. والاهم ان المرشح المستبعد, صاحب شعار سنحيا كراما, لم يلتزم بحدود الكرامة عندما تمادي في تهديده وتحريض انصاره علي التجهمر وعدم مغادرة اماكنهم لحين البت في قرار استبعاده, وكأنه الوحيد الذي استبعدته لجنة الانتخابات. وكان حريا به ان يختار شعارا اخر لحملته وهو سنحيا كذابا ليكون واقعيا. فالكذب كما يقول العلماء خلق سيئ ليس من أخلاق الصالحين ولا المؤمنين, وإنما هو من أخلاق المنافقين كما قال النبي: أربع من كن فيه كان منافقا خالصا, ومن كانت فيه واحدة منهن, ففيه خصلة من النفاق حتي يدعها: إذا حدث كذب, وإذا اؤتمن خان, وإذا عاهد غدر, وإذا خاصم فجر. و جاء في القرآن الكريم( إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون)( النحل:105). وتنقل كتب السيرة أن رجلا كان يعصي الله وكان فيه كثير من العيوب, فحاول أن يصلحها, فلم يستطع, فذهب إلي عالم, وطلب منه وصية يعالج بها عيوبه, فأمره العالم أن يعالج عيبا واحدا وهو الكذب. وأوصاه بالصدق في كل حياته, وأخذ من الرجل عهدا علي ذلك, وبعد فترة أراد الرجل أن يشرب خمرا فاشتراها وملأ كأسا منها, وعندما رفعها إلي فمه قال: ماذا أقول للعالم إن سألني: هل شربت خمرا؟ فهل أكذب عليه؟ لا, لن أشرب الخمر أبدا. وفي اليوم التالي, أراد الرجل أن يفعل ذنبا آخر لكنه تذكر عهده مع العالم بالصدق. فلم يفعل ذلك الذنب, وكلما أراد الرجل أن يفعل ذنبا امتنع عن فعله حتي لا يكذب علي العالم, وبمرور الأيام تخلي الرجل عن كل عيوبه بفضل تمسكه بخلق الصدق. ولكن هذا الرجل لا يعيش بيننا الآن!! المزيد من أعمدة محمد أمين المصري