جاء حادث غرق مركب الهجرة غير الشرعية في مياه البحر المتوسط أمام سواحل البرلس بمحافظة كفرالشيخ، والتي راح ضحيته 14 شخصا منهم سيدة وطفليها و11 شابا من عدة جنسيات مصرية وعربية وإفريقية بالإضافة الي إصابة 25 أخرين بعد غرق المركب الذي كان يقل أكثر من 45 شخصا رغم أن حمولته الفعلية لا تتعدي 10 أشخاص فقط ومازال 6 منهم في عداد المفقودين. ليفتح الحادث من جديد ملف الهجرة غير الشرعية علي سواحل محافظة كفرالشيخ، وهي تعد من أخطر وأكبر مناطق الهجرة غير الشرعية "الإتجار في البشر" علي مستوي الجمهورية وخاصة قرية برج مغيزل ومدينة برج البرلس اللتين تشتهران بأنهما مركز الصيادين والهجرة غير الشرعية، حيث يتم من خلالهما تهريب المئات من الشباب من جنسيات مختلفة علي مدار العام عبر مراكب الصيد المتهالكة إلي إيطاليا. ففي قرية برج مغيزل ومع أول خطوة لأقدامك داخل القرية تجد هناك حالة من الخوف والقلق من قدومك وتقوم مجموعة من الصبية بتتبعك لفترة من الوقت وعند التأكد من أنك لا تنتمي الي المباحث أو الأمن و يتم تعرضك لفحص بعيون صقور الهجرة غير الشرعية كما يطلقون عليهم، تجد شبابا يقولون لك "تدفع كام وإحنا نوديك إلي الحاج أبو المصري، وهو يوديك إيطاليا أو قبرص، لكي تعيش حياة جميلة". في المقابل عندما تجلس الي الرجال الكبار بالقرية الذي حفر الزمن أثاره علي وجوههم تأتي وصية ونصيحة هؤلاء الرجال في مرحلة الشيخوخة، بأن "التهريب خرب البلد، عدد كبير من الشباب بتوع البلد في سجون إيطاليا وليبيا ومتبعترين في بلاد ربنا، عندنا أكتر من600 شاب محدش يعرف عنهم حاجة من سنين، والمهربون معروفون بس مين اللي هيدل عليهم". وأوضح علي عطوة صياد أن سماسرة الهجرة غير الشرعية يقومون بشراء مركب صيد متهالك ب 200 ألف جنيه فقط لأن المركب الجديد أو الصالح للصيد يصل ثمنه لأكثر من 2 مليون جنيه، ويقوم هذا السمسار بجمع ما يقرب من المليون جنيه من 35 شابًا بواقع 30 ألف جنيه أو 4 ألاف دولار من كل شخص مقابل السفر إلي إيطاليا أو قبرص أو مالطة، ويعطيهم المركب ولا يطلب عودته، لأنه غالبا يغرق في عرض البحر، بسبب تهالكه، مشيرًا إلي أن المركب القديم قدرتها لا تتعدي 10 ركاب فقط، لذلك يغرق المئات في تلك الرحلات خاصة من المصريين والسوريين والأفارقة، ولا ينجو غير القليل. وأشار علي محمود صياد، عائد من رحلة الموت، أنه تعرف علي زميل أخبره بأنه يوجد سمسار من محافظة الشرقية يدعي أبو حلاوة المهاجر، الاسم الحركي له، سوف يقوم بتسفيرنا إلي أوروبا مقابل 30 ألف جنيه، فوافقت وبعت كل ما أملك، واستدنت لجمع هذا المبلغ، حيث يتم وضع المسافرين في مركب كبير سليم وجديد، ويتم نقل المسافرين من مركز التسفير، بعيدة عن أعين قوات حرس الحدود مرتدين زي صيادين حتي إذا رصدتهم قوات حرس الحدود، لا يتم إلقاء القبض عليهم من قوات الأمن ويتم السماح لهم بالمرور، ثم تقف المركب بعد أربعة أميال في عرض البحر، ويكون في انتظارها مركب صيد صغيرة متهالكة، يتم نقل المسافرين إليها.وأضاف بأنه يتم ترك المهاجرين بدون قبطان للمركب، ويقوم أحد المسافرين بقيادة المركب، ويتم نقلهم إلي شواطئ أوروبا. وأشار إلي أنه عاد من تجربة مميتة، وكاد أن يغرق لولا مرور مركب بضائع مصرية في عرض البحر قامت بإنقاذه. وأوضح خالد عوض، خال أحد المفقودين وهو حاصل علي دبلوم فني أن نجل شقيقته كان يعمل صيادًا بليبيا وعاد إلي مصر منذ 10 أشهر بسبب الأحداث هناك، لكن مافيا التهريب قامت باستدراجه وإيهامه بإعطائه مبلغ 50 ألف جنيه مقابل أسبوع واحد سوف يمضيه معهم في إحدي المراكب المتوجهة إلي إيطاليا، وبعدها انقطعت الاتصالات بيننا لتصل إلينا الأنباء بغرق عدد من المراكب، ولا نعلم عنه شيئًا من وقتها وحتي الأن.