فى زيارة خاصة ل «الأهرام» إلى مقر مؤسسة نوبل العريقة فى العاصمة السويديةستوكهولم، كشفت أنيكا بونتيكس مسئولة العلاقات الخارجية ب «نوبل»، عن تحديات تواجه الجائزة العالمية. وأوضحت أن هناك العديد من الجوائز الجديدة تم تأسيسها حول العالم، وتتمتع بقيمة مادية أكبر، مشيرة إلى أن مؤسسة نوبل تعكف على التفكير حول ما يجب فعله مستقبليا، حتى تحافظ على المكانة التى تحظى بها اليوم. وألمحت- فى تصريحات خاصة ل «الأهرام»- إلى أن «نوبل» ترى استمراريتها إلى الأبد. وهو ما يفرض تحديا خاصة بعد مرور الأعوام والسنين على تلك الجوائز التى تعتبر حديثة النشأة بمقاييس اليوم. وأوضحت بونتيكس أن المؤسسة ترى ضرورة نمو رأس مال الجائزة ( الذى يمثل تركة العالم السويدى ألفريد نوبل)، حيث اعترفت أن حجم رأس المال الذى تديره مؤسسة نوبل يمثل كًما قليلا للغاية من المال من المنظور الدولي، خاصة إذا ما تمت مقارنته بالمؤسسات الأخرى حول العالم. وأضافت أنه لذلك فمن المهم الحفاظ على الجودة العالية فيما يتعلق بالعمل التحضيرى لاختيار الفائزين بالجوائز، وعملية التقييم والاختيار. كما أنه من المهم ضمان الجودة العالية والخبرة التى يتم ضخها فى عمل لجان نوبل. وأعربت عن اعتقادها بأن الفائزين بالجائزة على مدار أكثر من قرن، يمثلون علامة مضيئة لنمو الإنجازات العلمية والثقافية، مشيرة إلى ضرورة الحفاظ على الجودة ذاتها على مر الزمن. وردا على سؤال ل «الأهرام» حول ما تثيره جائزة نوبل للسلام من جدل ، وكيف يتم التفريق بين السلام والسياسة، قالت بونتيكس:« أعتقد أن لجنة نوبل للسلام لن تنكر أن هناك بعدا سياسيا لجائزة السلام تحديدا». وأوضحت أن اللجنة تعى بشكل جيد هذا الأمر. وألمحت إلى ما تحويه وصية ألفريد نوبل من اعتبارات محددة للغاية بشأن هذه الجائزة، مؤكدة أنها كانت تتصدر الفكر فى العهد الذى كتب فيه نوبل وصيته. وألمحت إلى أن لجان نوبل ترجمت العبارات التى جاءت فى الوصية- حول مختلف المجالات- فى ضوء العصر الراهن. وقالت إن البعد السياسى فى نوبل للسلام كان موجودا على مر تاريخ هذه الجائزة، فهى ليست ظاهرة حديثة. وضربت مثالا عندما تم منح الجائزة للصحفى الألمانى كارل أوسيتزكى فى الثلاثينيات من القرن الماضي، لأنه عارض معاملة النظام النازى لليهود. وقالت إن هذا الأمر كان محل جدل للغاية وتم التنازع بشأنه خلال ذلك الوقت، وغضب هتلر وقال إنه من الآن لايحصل أى ألمانى على جوائز نوبل بعد ذلك. واضافت بالطبع هناك بعد سياسى فى ذلك، لكنه كان قرارا عظيما للغاية وجيدا. و كشفت ل «الأهرام» عن أن لجنة نوبل للسلام ومقرها النرويج- تلقت 276 ترشيحا صالحا لنيل نوبل للسلام 2015. واضافت أنه من بين هذه الترشيحات 49منظمة. وأشارت بونتيكس إلى المفارقة بأن مؤسسة نوبل لم يذكرها ألفريد نوبل بأى طريقة فى وصيته عام 1896، لكنه كان محددا للغاية بشأن المنظمات التى تختار الفائزين بالجوائز. وأوضحت أنها منظمات قديمة ، هى الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم، والأكاديمية السويدية، ومعهد كارولنسكا الطبي، وهى تتمتع بالكفاءة الأفضل وتقوم بتشكيل اللجان لاختيار الفائزين، وجميع أعضاء هذه اللجان من السويديين. وبينما حدد ألفريد نوبل أيضا فئات الجوائز المختلفة، لم يشر إلى من سيتولى مهمة إدارة ثروته، ولذلك تم تأسيس مؤسسة نوبل للقيام بهذه المهمة. ويتم تشكيل مجلس إدارة مؤسسة نوبل من ممثلى هذه المنظمات إلى حد كبير، مما يجعل لهذه الجهات الثلاث تأثيرا كبيرا على مؤسسة نوبل وأنشطتها. وكشفت بونتيكس عن أن عدد العاملين فى مؤسسة نوبل هم 10 أشخاص فقط، وهو ما قد يمثل مفاجأة للكثيرين. كما أن مسئولية المؤسسة هى ضمان الوفاء بما جاء فى وصية نوبل. وبالنظر إلى التحديات المستقبلية التى تواجه الجائزة، قالت بونتيكس إن المؤسسة تحرص على الكفاءة العالية فى اتخاذ القرار حول كيفية إدارة هذه الأموال. وكشفت عن أنه تم تشكيل لجان على مستوى رفيع للغاية من الخبرة خلال الفترة الماضية للتصدى لهذا الأمر. فى الوقت ذاته، استعرضت بونتيكس مع «الأهرام» الآفاق والإمكانات. وقالت:»نشعر أنها ضخمة»، وأضافت أن ما يمثله «نوبل» تركيب رائع من الفئات والمجالات من المعرفة الانسانية، التى يتم وضعها فى جائزة واحدة. وأوضحت أن ذلك يمثل قاعدة ممتازة ليس فقط لنشر المعرفة وإرسال المعلومات وإنما أيضا إلهام الناس بالبحث عن إجابات وطرح الأسئلة. من جهة أخرى، ألقت بونتيكس الضوء على مركز جديد يتم إنشاؤه فى السويد ليكون بيتا لجائزة نوبل فى ستوكهولم، ومنصة لكل الأنشطة التى تحيط بجائزة نوبل على مدار العام. كما يحكى المركز الجديد قصص الفائزين، وسيضم معرضا ومتحفا ، وستعقد به الندوات والمناقشات وتجرى به مراسم توزيع الجوائز.