أكد علماء الدين أن التربية الإسلامية السليمة القائمة علي منهج القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة هي الطريق الوحيد لمواجهة جميع التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية. وطالب علماء الدين بترسيخ المفاهيم الإسلامية لدي الطفل المسلم حتي يستطيع التعامل مع كل المستجدات العالمية, وحذر علماء الدين من غياب الرؤية لدي الشخصية المسلمة تجاه مختلف القضايا المعاصرة, مؤكدين وان جميع مبادرات ونداءات تطوير الخطاب الديني في عالمنا المعاصر تبقي حبرا علي ورق وتوصيات لا تنفذ علي أرض الواقع إذا لم يسبقها إعداد جيد للأجيال الجديدة لفهم عصري للإسلام, وعقول مستنيرة تتوافر لديها الاستعداد الكامل لتلقي هذا الخطاب وفهم أكثر تطورا لنصوص الشريعة الإسلامية, يتماشي مع الواقع ويثبت صلاحية الشريعة لكل زمان ومكان, والأهم من كل ذلك بناء شخصية الطفل المسلم وتنمية لقدرات الدعاة وتطوير الوسائل التقليدية في الخطاب الإسلامي بما تشمله من الخطابة والوعظ والدروس والمحاضرات في وسائل الإعلام. ويري الدكتور مختار عطا الله, الأستاذ بكلية دار العلوم ومدير مركز الدراسات الإسلامية بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة, أن غياب الرؤية الإسلامية للكون والحياة والإنسان لدي الشخصية المسلمة أوقعها في حالة من تراجع الفعل الحضاري واستلاب الهوية وفقدان الثقة, وسيطرة ثقافة استهلاك المعرفة وغيرها من المظاهر السلبية التي تحتاج لمعالجة جادة من المعنيين, وأكد أن التصور الكلي المتكامل للإسلام لدي الشخصية المسلمة من شأنه أن يؤسس لحلول واضحة المعالم لهذه المشكلة, وأن الأدوار المتكاملة للأدلة العقلية والنقلية في البناء الديني الإسلامي يساعد علي تكوين شخصية قادرة علي الفعل الإيجابي والإسهام في البناء الحضاري للأمة. حالة فقدان الثقة لدي الشخصية المسلمة المعاصرة, تري الدكتورة ملاك أحمد سلامة, أستاذ أصول تربية الطفل جامعة المنصورة, أن السبيل إلي إعادة الثقة يبدأ من مرحلة الطفولة, وتقول: بناء شخصية الطفل من أهم الأهداف التي تسعي الدولة بكل مؤسساتها التربوية إلي تحقيقه من خلال ترسيخ الأسس التربوية السليمة والمنبثقة من المنهج الإسلامي الأصيل, وأشارت إلي أن الاهتمام ببناء شخصية الطفل يعني الاهتمام ببناء الأمة وبالتنمية الحقيقية وبالمستقبل, وهي البداية الحقيقية لبناء الإنسان والتخطيط لمستقبل أفضل تستحقه بحق أمتنا الإسلامية. ويؤكد الدكتور محمد نجيب عوضين أمين عام المجلس الأعلي للشئون الإسلامية أن بناء الشخصية المسلمة ضرورة لمواجهة التحديات التي نتعرض لها حاليا, والمؤكد أن عدم تطبيق أحكام الدين أدي لتراجع الشخصية الإسلامية وتعرضها للكثير من الانتقادات, والمسلم إذا فقد الثقة بأخيه المسلم فإن السبب في الشخصية نفسها وليس في الدين, وبناء الشخصية المسلمة علي الأسس التربوية الإسلامية يجعلها قادرة علي مواجهة كل التيارات في الداخل والخارج, كما يجعلها قادرة علي التعامل مع كل المستجدات العالمية ويكسبها الثقة بالنفس. وتري الدكتورة وجيهة المكاوي الأستاذ بجامعة الأزهر, أن الخطاب الإسلامي يعد وجه الإسلام والاهتمام به يعد ضرورة, والنبي صلي الله عليه وسلم كان يختار بعناية من يرسلهم من الرسل الداعين إلي الإسلام, فيختار الخطيب ويحدد له خطابه بناءا علي احتياج المخاطبين, وهذه هي الجذور الأولي للعملية الإعلامية التواصلية التي تتمثل في مرسل رسالة مستقبل- أداة والمؤكد أن الاهتمام بتلك الأجزاء يؤدي لنجاح الخطاب الديني, فلابد من اختيار خطيب سليم البنيان, مبهر البيان, قوي الحجة, قادر علي الإقناع. وأشارت إلي حاجتنا الملحة الي تطبيق فقه الواقع في عالمنا المعاصر, وتقول: إن ما قد ينفع لمجتمع لا ينفع لآخر بل إن المجتمع الواحد تختلف احتياجاته من وقت إلي آخر, ولذلك لابد من تنوع الخطاب ومراعاته لذلك وإلا جاء مخالفا للواقع. ومن جانبه, أكد الدكتور هشام يسري العربي أستاذ الفقه بكلية العلوم الإسلامية, أن المقصود بالتجديد في الخطاب الديني المعاصر يتمثل في إعادة النظر والفهم الجيد المتطور لنصوص الشريعة الإسلامية, ويري أن التجديد ضروري لمواكبة الواقع شديد التطور فنحن نعيش كل يوم جديدا, وكذلك لإثبات صلاحية الشريعة لكل زمان ومكان, وأشار إلي أن مجالات التجديد في الخطاب الإسلامي يمكن إجمالها في الخطاب الإسلامي الدعوي والتشريعي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي, وأن وسائل التجديد في الخطاب تتمثل في ضرورة تطوير الوسائل التقليدية في الخطاب الإسلامي, بما تشمله من الخطابة والوعظ والدروس والمحاضرات والجرائد والمجلات, وتوظيف الوسائل التكنولوجية المعاصرة كالفضائيات والإنترنت لخدمة الخطاب الديني.