أصبحت في حيرة كغيري.. من أصدق ومن أكذب؟ الكل أصبح يتكلم في السياسة سواء بعلم أو بدون!! في البيت "التليفزيون" لا يعرف إلا البرامج التي "تبعبع" بأي كلام عن حال البلد، في "الشارع" الناس بتضرب بعضها لإقناع الفرد غيره بقناعته السياسية حتي وإن كانت خاطئة، حتي داخل "المترو والميكروباص" تتعالي الأصوات والأيادي بسبب الاختلاف في الآراء.. وأنا في وسط هذه "الخناقات" بين أبناء الوطن الواحد.. أخذت أكلم نفسي، وكأنني انقسمت إلي "اثنين"، وأنا بينهما انظر إليهما في تعجب، وأصبحا يتبادلان الحوار عن آخر المستجدات.. وإليكم تفاصيل الحوار: الأول: وفيها إيه لما "الفلول" يرشحوا أنفسهم للرئاسة، أليس هذا حقهم؟ الثاني: يا عم إحنا أيام الثورة قلنا "الشعب يريد إسقاط النظام" يعني النظام كله مش المخلوع بس، أو عدد من اتباعه.. بل هذا استهزاء بالشعب، فكيف لنا نري من لم نرضاه نائبا للرئيس المخلوع، يرشح نفسه ليكون رئيسا بعد الثورة؟! الأول: يا عم دي اسرائيل كانت خايفة لما كان نائبا للمخلوع، وكانت هناك محاولة لاغتياله من ناس هو عارفهم أكيد.. وخافت أكتر لما رشح نفسه للرئاسة الآن. الثاني: يا عم ده كان رئيسا للمخابرات أيام المخلوع عمل إيه يعني، واسرائيل يعني مقلتش للمخلوع يخلص منه، ده غير "البلاوي" اللي كانت بتحصل في مصر، وهو أكيد كان عارفها، وكان ساكت!! الأول: يا عم انته مش عارف حاجة ..ده راجل مش عايز سلطة ،ده راجل عايز مصلحة مصر..انته سمعت قال ايه عن "الإخوان" همه اللي حرقوا البلد أيام الثورة وفتحوا السجون للحرامية. الثاني: يا عم انت هاتجنني..ازاي الإخوان يعملوا كده..دول ناس كانوا بيحاربوا من سنين ضد الفساد..فاكر أيام الجامعة كان محظورا علي شباب الإخوان أي نشاط..وانتخابات اتحاد الطلبة كانت بتتزور مخصوص علشان ما "يشوفوش" منها حاجة ..ده غير السجون والمعتقلات اللي كانت مليانة بيهم وبالسلفيين علشان كانوا بيقولوا كلمة الحق. الأول: يا عم إحنا "رشحناه" حفاظا علي البلد، وخوفا من تطبيق الشريعة الإسلامية. الثاني: بتقول إيه انته مجنون..أمال إحنا كفار ولا إيه، أتخشي من تطبيق شرع الله، ولا تخشي من تطبيق شرع البشر، يا ليتها تطبق الشريعة الإسلامية، كما كان يطبقها الرسول الكريم وخلافائه، ما كان هذا حالنا. ..ده مش بعيد لو "مسك" الحكم ، تلاقي اللي بنقول عليهم "فلول" أصبحوا "ثوار"، والثوار أصبحوا الفلول، وطبعا هيروحوا ورا الشمس. الأول: يعني عاجبك اللي بتعملوا القوي الوطنية والثورية والإسلامية، وهما عمالين يقطعوا في بعض، وما حدش عارف منهم حاجة؟! الثاني: في دي عندك حق، لازم كل هذه القوي تتحد وتجتمع علي قلب رجل واحد لمواجهة الفلول، وحتي لا تضيع الثورة هبائا منثورا. أقولك حاجة "أنا خايف"..مش عارف مصر رايحة لفين..عارف..انته رحت فين؟ مش لاقي من كنت أكلمه..ثم أخذت اتمتم بكلام غير مفهوم..بعدها لم أشعر بنفسي إلا تاني يوم وأنا علي السرير..كيف حدث هذا؟! لا أعلم، وكل يوم علي هذا المنوال..ربنا يستر علي عقلي وعقل غيري. [email protected] المزيد من مقالات أحمد عادل عبدالوهاب