كورنيش القاهرة الذى يمتد من حدود العاصمة مع القليوبية حتى حلوان بطول 30 كيلومتراً تقريباً يعد نموذجاً حضارياً تم تنفيذه أيام المحافظ الراحل الدكتور عبد العظيم وزير.. البلدورات خرسانية من نوع “الصب” .. السور الحديدى وأعمدة الإنارة ورصيف الكورنيش من البلاط الذى لا يحتاج إلى مواد لاصقة حيث يتم وضعه فوق الرمال ولا يحتاج إلى أى نوع من البذخ والتبذير، ولكن هذا الكورنيش - الرائع - امتدت إليه معاول الهدم فى مسافة حوالى 500 متر فى المنطقة المواجهة لميدان عبد المنعم رياض حيث تم تكسير البلدورات والبلاط ويتم حالياً إعادة تبليط الرصيف بأنواع فاخرة من الجرانيت وهو مشهد يعكس إهدار المال العام وإنفاقه فى غير موضعه حيث تتكلف هذه المسافة القصيرة طبقاً للمستندات التى تلقيتها من أحد المسئولين الغيورين على المال العام 6 ملايين جنيه بالإضافة إلى مبلغ 10 ملايين جنيه لإنشاء ممشى أسفل الكورنيش أى أن محافظة القاهرة تنفق 16 مليون جنيه على مسافة لا تتجاوز نصف كيلومتر، وهى تمثل تشويها وليس تطويرا للكورنيش. والسؤال الذى أطرحه هنا أمام الدكتور أحمد زكى بدر وزير التنمية المحلية الجديد، هل يحتاج الكورنيش إلى هذه الملايين؟ وهل يستمر أداء المحافظين فى إهدار المال العام دون حساب؟ هذه رسالة واحدة فقط من بين رسائل عديدة تلقيتها تعليقاً على ما كتبته الاسبوع الماضى تحت عنوان “من أحاديث الفساد” وهى رسائل عنوانها الكبير إحساس المواطنين باليأس والإحباط من استمرار مسلسل الفساد وإهدار المال العام فى كل مكان. الناس ينتظرون الكثير من وزير التنمية المحلية الجديد ويتطلعون إلى قرارات حاسمة ووضع حد لتجاوزات المحافظين خاصة أننا فى هذا المكان كتبنا “وماذا عن فساد المحافظين؟” ولم يتحرك أحد من الحكومة للرد على ما جاء فى المقال. كلمة أخيرة .. كل عام ومصر وشعوب العالم بخير بمناسبة عيد الأضحى المبارك وكل عام وحكومة مصر قادرة بإذن الله على محاربة الإرهاب والفساد لمزيد من مقالات حجاج الحسينى