''...فقال الملاك للنسوة: لا ترتعبن! أنتن تطلبن يسوع الناصري إنه قام وليس ههنا, هذا هو المكان الذي كانوا قد وضعوه فيه. فاذهبن وقلن لتلاميذه ولبطرس: إنه يتقدمكم إلي الجليل, وهناك ترونه كما قال لكم''.( مرقس6:16 7). البشري بولادة المسيح تكتمل اليوم بالبشري بقيامته من بين الأموات. فعيد الفصح هو عيد الأعياد في المسيحية وهو أساس كل عيد فيها لأنها منه إنطلقت. يقول لنا القديس بولس ان القيامة هي محور إيماننا, مؤكدا أنه لولا قيامة يسوع, لكان إيمانا باطلا, وتبشيرنا باطلا أيضا وما زلنا مقيمين بخطايانا.(1 قورنتوس14 15:17) إن هذا الإيمان يوحي بأن المسيحية ليست مجرد تعليم ينقله يسوع إلينا, بل هي أيضا فعل خلاص. إن قيامة المسيح فتحت أمام العالم فجوة بين اليأس والرجاء, ومشروع تغيير التاريخ برمته والخليقة بأجمعها. ولقد ظهر لنا ذلك بالمواجهة التي تمت بين المسيح, الخير المطلق, وبين الأشرار الذين ساقوه إلي الموت, والتي إنتهت بقيامته منتصرا ليس علي الأشرار وحسب بل علي الموت أيضا. القيامة دعوة مفتوحة إلي كل واحد منا لكي نتخلق بأخلاق المسيح. القيامة دعوة لنخلع عنا الإنسان القديم ونلبس المسيح الذي باسمه اعتمدنا وعليه وضعنا رجاءنا في هذا الدهر وفي الدهر الآتي. القيامة دعوة لنكون في الكنيسة والمجتمع شهود للخلاص الآتي إلي العالم. الايمان بالقيامة هو ينبوع رجاء لا يتزعزع. والرجاء يقهر اليأس ويشد العزائم ويقويها ويحمل علي ترقب غد أفضل علي الرغم من كل العقبات والصعوبات. أسقف الإسكندرية للأرمن الكاثوليك