فى الوقت الذى عقدت فيه أوروبا قمة طارئة حول ملف الهجرة انطلاقا من تداعيات الأزمة السورية، أجرى الرئيس الأمريكى باراك أوباما مشاورات هاتفية مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل حول أزمة اللاجئين فى أوروبا، حيث أعلن البيت الأبيض أن أوباما وميركل متفقان على ضرورة إيجاد حل على المستوى الأوروبى يستقبل بموجبه كل الدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى حصة عادلة من اللاجئين. وتطرقت المحادثات بين أوباما وميركل إلى ضرورة التصدى لأسباب "موجات اللجوء"، خاصة عبر دعم تحول سياسى فى سوريا، فيما اتفق رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون والرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند على أن أهمية أن يدرس زعماء الاتحاد الأوروبى سبل مساعدة البلدان المجاورة لسوريا لاستقبال المزيد من اللاجئين. وقال متحدث باسم كاميرون فى بيان إن لندن وباريس اتفقتا على ضرورة استغلال المجلس الأوروبى للتركيز على نهج أكثر شمولا لاسيما زيادة المساعدة للدول المجاورة لسوريا لإتاحة إقامة المزيد من اللاجئين. وتزامن ذلك مع عقد القادة الأوروبيين قمة طارئة فى بروكسل لمناقشة جذور أزمة الهجرة، وذلك بعد الاتفاق على تقاسم 120 ألف لاجىء بين دول الاتحاد على الرغم من استياء عدد من دول أوروبا الشرقية خاصة المجر والتشيك وومانيا وسلوفاكيا، وأعرب جان أسلبورن وزير خارجية لوكسمبورج، والذى تولى إدارة المفاوضات، عن أسفه لعدم التوصل إلى توافق حتى الآن. ومن جانبها، أكدت فيديريكا موجيرينى المفوضة العليا لشئون السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى أن الانقسامات الداخلية بين الدول الأوروبية"تضعف كثيرا مصداقيتنا" تجاه بقية العالم، محذرة من أن الاتحاد الأوروبى سيخسر "نفوذا مهما إذا لم نتمكن من تحمل مسئولياتنا بشكل جماعي، فنحن نحاول الدفاع عن قيمنا فى أنحاء أخرى من العالم، ولكن الأمر لن ينجح إذا لم نتمكن من أن نظهر فى ديارنا احتراما للأقليات، بدءا بالمسلمين". وبدوره، انتقد رئيس الوزراء السلوفاكى روبرت فيكو "إملاءات" الاتحاد الأوروبي، مؤكدا أنه يفضل "مخالفة القواعد الأوروبية" على قبول الحصص. وفى غضون ذلك، أكد جون كيرى وزير الخارجية الأمريكى أن الدعم العسكرى الروسى للرئيس السورى بشار الأسد قد يثير خطر حدوث مواجهة مع قوات التحالف التى تقاتل تنظيم "داعش" الإرهابي، وقال فى مقابلة مع صحيفة "لا ستامبا" الإيطالية، إنه أبلغ نظيره الروسى سيرجى لافروف بأن الولاياتالمتحدة تشعر بالقلق من دعم موسكو العسكرى للأسد، مشيرا إلى أن"هذه التصرفات قد تفضى لمزيد من التصعيد فى الصراع وقد تؤدى إلى فقد المزيد من الأرواح البريئة وستزيد تدفق اللاجئين وتخاطر بمواجهة مع قوات التحالف التى تقاتل داعش فى سوريا". وقال وزير الخارجية الروسى لافروف إن الولاياتالمتحدة أصبحت أكثر تقبلا للموقف الروسى إزاء الصراع فى سوريا. وبدوره، دعا رئيس وكالة المخابرات المركزية "سى آى إيه" السابق ديفيد بتريوس الولاياتالمتحدة إلى أداء دور أكبر فى الأزمة السورية بما فى ذلك فرض مناطق حظر جوي، وقال فى كلمة أمام لجنة القوات المسلحة فى مجلس الشيوخ الأمريكي، إن التحالف الدولى لم يحقق تقدما "كافيا" فى العراقوسوريا، مؤكدا أن الحرب فى سوريا هى "كارثة بحجم تشيرنوبل لكن على المستوى الجيوسياسي". ومن جانبها، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أنه يتعين على واشنطن ألا تقترح تغيير الحكم فى سوريا فى حالة تمسكها ببيان جنيف، مشيرة إلى أنها تتوقع التوصل إلى اتفاق دولى بشأن الصراع فى سوريا والتصدى لتنظيم "داعش" الإرهابى. وأكدت وزارة الخارجية الروسية أن"السوريين هم الذين يجب أن يقرروا مستقبل سوريا"، موضحة أن "واشنطن فى حالة طرحها الخطط لتغيير السلطة يجب أن تسحب توقيعها من بيان جنيف". وفى غضون ذلك، أعلن الرئيس التركى رجب طيب إردوغان فى تصريحات للتليفزيون المحلى أن الملف السورى سيكون المحور الأساسى فى مباحثاته مع نظيره الروسى فلاديمير بوتين خلال ساعات، معرباً عن أسف بلاده الشديد حيال التطورات الأخيرة فى الشأن السوري، بينما أبدى الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبومازن أثناء لقائه مع بوتين قلقه بشأن الوضع فى سوريا والحاجة لحل الأزمة.