فى إطار استكمال مراحل عملية «حق الشهيد» بشمال سيناء وتحقيق الضربات الاستباقية الناجحة للقوات المسلحة فى ملاحقة العناصر الارهابية بمدن العريش، والشيخ زويد، ورفح، وبعض مناطق وسط سيناء، واصلت أمس القوات المسلحة لليوم العاشر على التوالى تحقيق نجاحاتها فى تصفية العناصر المسلحة واستهداف أوكار ومعاقل العناصر الإرهابية والخارجين عن القانون وفرض سيطرتها الأمنية الكاملة على هذه المناطق، مع استمرار عناصر القوات الخاصة البحرية فى تنفيذ مهامها القتالية لتأمين المسرح البحرى وفرض السيطرة الكاملة على المسطح المائى للبحر المتوسط بشمال سيناء لقطع اى خطوط امداد للعناصر التكفيرية ومنعها من التسلل البحرى امام منطقة العمليات. ونجحت القوات المشاركة فى العملية خلال الأيام الماضية فى قتل 415 إرهابيا بينهم مجموعات تنظيمية شديدة الخطورة، بالإضافة إلى ضبط 378 من المطلوبين أمنيا والمشتبه بهم، وكذلك تفكيك وتفجير 251 عبوة ناسفة كانت معدة لاستهداف القوات على الطرق والمحاور الرئيسية للقرى التى يتم مداهمتها، بالإضافة إلى تدمير 35 عربة أنواع «نصف نقل دفع رباعى» وكذلك إحراق وتدمير 457 مقرا وعشة للعناصر التكفيرية كانت تستخدم كنقاط ارتكاز للهجوم على القوات، وتدمير 10 ملاجئ تحت الأرض تحتمى بها العناصر التكفيرية من ضربات القوات و4 مغارات تحت سطح الأرض، وكذلك تدمير 146 دراجة نارية، وتدمير 19 مخزنا للعبوات الناسفة والمواد المتفجرة والمؤن الغذائية، كما تم العثور على 1000 مفجر كهربى تستخدمها العناصر التكفيرية للتفجير عن بعد. ووصف خبراء ومحللون عسكريون العملية الشاملة «حق الشهيد» بأنها الأكبر والأنجح منذ بداية الحرب على الإرهاب فى 30 يونيو. وأكد اللواء محمد الغبارى مدير كلية الدفاع الأسبق بأكاديمية ناصر العسكرية أن العملية تعتمد على أسلوب جديد فى مواجهة تمركزات الإرهابيين والسيارات الملغومة، وزرع العبوات الناسفة، وأن هناك تطورا كبيرا فى أداء القوات، والدليل على ذلك الأعداد الكبيرة التى تم تصفيتها أو القبض عليها من الإرهابيين فى العملية منذ انطلاقها، مقارنة بالعمليات السابقة، مشيرا إلى أن كل البؤر الإجرامية مرصودة، وأن العملية مستمرة إلى أن يتم القضاء على الإرهاب بالكامل، وسوف تستهدف أماكن دقيقة فى مناطق الشيخ زويد، ورفح، والعريش لضمان سلامة أهالى سيناء. من جانبه، أكد اللواء عبدالمنعم سعيد رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة الأسبق ومحافظ جنوبسيناء سابقا أن الحرب على الجماعات الإرهابية وحرب العصابات تستغرق أوقاتا طويلة، ولا يمكن حسمها فى فترات قصيرة، لأن المعلومات فيها غالبا ما تكون غير كافية وتحتاج إلى مجهود كبير، بالإضافة إلى صعوبة طبيعة الأرض التى يختبئ بها الإرهابيون، ومساعدة بعض الدول لهم والتى تمدهم بالسلاح والمال والأفكار وتطبيق الفوضى الخلاقة التى دعت إليها كوندوليزا رايس والتى تدعو إلى تفتيت الدول العربية إلى دويلات لكى تفرض الدول الكبرى سيطرتها على المنطقةوتوقع سعيد تراجع نشاط التنظيمات الإرهابية خلال الفترة المقبلة، نتيجة تشديد الإجراءات الأمنية وبدء تدشين مرحلة جديدة للعمليات النوعية ضد العناصر الإرهابية فى سيناء. وأكد أن العملية الشاملة «حق الشهيد» لن تتوقف قبل القضاء على الإرهاب بالكامل واجتثاث جذوره.