تعانى معظم المستشفيات فى محافظة الإسماعيلية الإهمال وغياب الضمير فى التعامل مع المرضى مما دفع المواطنين القادرين الى السفر للقاهرة او الزقازيق لتلقى العلاج ، ومن يدفعه حظه العاثر الى التردد على العلاج فى المستشفيات خاصة فى الحالات الحرجة فعليه انتظار شعار «الداخل مفقود والخارج مولود». البداية من داخل مستشفى الإسماعيلية العام والذى حظى باهتمام خاص من المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء حيث قام بزيارته مرتين خلال الفترة الأخيرة وأسفرت الزيارات عن دعم كبير للمستشفى من حيث توفير الأدوية وشركات النظافة والكوادر الطبية وأطقم التمريض ، بالرغم من كل هذه الإمكانيات ما يزال التغيير فى إطار الشكل فقط ودون المضمون. مصدر مسئول فى المستشفى العام كشف عن بعض جوانب الإهمال والتقصير ، وأولها ان المسئولين عن الإدارة بالمستشفى يتعاملون معها بمفهوم الوظيفة وهى الحضور فى الصباح ثم مغادرتها عصرا وتغيب الرقابة حيث يقوم معظم الأطباء بمغادرة المستشفى بعد مغادرة المدير المسئول الذى يمتلك مركزا طبيا خاصا يحقق له الآلاف من الجنيهات يوميا. ويتابع المصدر قائلا : « المستشفى تعاقد مع عشرات الاستشاريين والذين يتقاضون أعلى المرتبات ولابد من وجودهم للمرور على المرضى فى الأقسام خاصة فى أيام الطوارئ بالمستشفى ولكن معظمهم يقتصر حضوره فقط على متابعة الحالات المحولة الى المستشفى من عيادته الخاصة أو قيامه بتحويل المريض الى المستشفى الخاص الذى يعمل به «. ولا يتوقف الحال على المستشفيات المركزية فقط بل طال الإهمال والتقصير الوحدات الصحية فى القرى ويشير أحمد محمد «موظف» الى وجود مستشفى كبير فى قرية أبو سلطان وأخرى فى قرية سرابيوم ، وهذه الوحدات تم تجهيزها فى أواخر التسعينيات وإجراء توسعات بها وشراء معدات وأجهزة للقيام ببعض العمليات الصغرى لتخفيف العبء على المستشفى العام والمستشفى الجامعى ، وكذلك لتوفير النفقات على سكان القرى والعزب المحيطة والذى يعانى معظمهم شظف العيش. والحال لا يختلف فى المدينة عن القرية وتقول سهير الهادى « ربة منزل « ذهبت لتوقيع الكشف الطبى على طفلتى بمستشفى الحرفى « مركز رعاية الأمومة والطفولة بالشيخ زايد « وعندها وجدت العجب حيث ذهبت الى الطبيبة الأولى فى تخصص الاطفال فى المركز وطالبتها بالكشف على ابنتى ولكنها كانت تشرب الشاى وقالت : « إذهبى الى الطبيبة المجاورة « ، وللأسف حدث هذا بالرغم من أنها الطبيبة المتخصصة فى الأطفال وعندما واجهت مدير المركز قال: سأحرر فيها مذكرة ولكنه لم يفعل. وفى مستشفى ابوخليفة الذى يقع على طريق الاسماعيلية بورسعيد والذى تم بناؤه عام 2004 ولم يتم تشغيله حتى الآن ، بالإضافة الى مستشفى حميات التل الكبير الذى لم يتم تشغيله منذ انشائه فى عام 2004 على مساحة اجمالية قدرها 21 ألف متر مربع بطاقة استيعابية قدرها 150 سريرا بتكلفة تجاوزت 33 مليون جنيه. من جانبه أكد الدكتور هشام الشناوى وكيل وزارة الصحة بالإسماعيلية أن الإهمال ليس صفة سائدة فى قطاع الصحة فقط ولكن هذا هو حال الموظف المصرى الذى يعمل فى أى قطاع ويشير الى ان الازمة فى الضمير ، ويشدد على انه تم تزويد المستشفيات بجهاز البصمة لتوقيع الحضور والانصراف كما تقوم لجان من التفتيش المالى والادارى بمديرية الصحة والمحافظة بعمل زيارات مفاجئة للمستشفيات لمتابعة الوضع ومجازاة عدم المتغيبين عن العمل والذين يقومون بالتوقيع على الحضور ثم يغادرون ثم يعودون مرة اخرى لتوقيع الانصراف . وحول المستشفيات المتوقفة منذ فترة طويلة أوضح وكيل وزارة الصحة ان هناك سعيا الى تحويل مستشفى ابو خليفة الى مستشفى للطوارئ ، وكذا تحويل مستشفى الحميات بالتل الكبير الى مركز غسيل كلوي.