شهد عام2009 المنصرم,, تحركا فرنسيا مكثفا. بدأ العام بتحرك مكوكي.. من جانب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.. بين إسرائيل وفلسطين ومصر. سعيا وراء وقف الحرب الإسرائيلية المدمرة علي غزة.. من خلال مبادرة مصرية واقتراح من الرئيس مبارك.. سانده ساركوزي وانتهي الأمر بقرار من مجلس الأمن.. بوقف الحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية. في الوقت نفسه أطلق ساركوزي من مصر من شرم الشيخ دعوة لعقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الاوسط. وهي فكرة لم تتحقق.. علي الاقل في عام2009. وان ظلت فرنسا وساركوزي.. يرددانها من وقت لآخر.. حتي عادت مرة أخري تطفو علي السطح وبشكل ملح.. وربما أكثر تبلورا وتحديدا. حيث تؤكد مصادر دبلوماسية وثيقة الصلة بقصر الإليزيه ان فكرة عقد مؤتمر للسلام قد اختمرت.. وباتت وشيكة التنفيذ.. وذلك انطلاقا من الاتصالات التي اجرتها باريس آخيرا مع عدد من القادة. وكان في مقدمتهم الرئيس مبارك.. الذي زار باريس في الفترة من13 الي15 ديسمبر.. واحتلت عملية السلام المعطلة مكان الصدارة فيها. المصادر الدبلوماسية تؤكد ان الفكرة.. تقوم علي عقد قمة مصغرة.. تضم طرفي النزاع الاسرائيليين والفلسطينيين, ومصر والاردن.. وأطراف الرباعية الدولية.. بمعني الولاياتالمتحدة, وروسيا والاتحاد الاوروبي, والأمم المتحدة.. وبطبيعة الحال فرنسا.. وتأمل فرنسا ان تنعقد هذه القمة المصغرة خلال شهر يناير. او الاسبوع الاول من فبراير, وتكون ليوم واحد.. وهدفها إعادة إحياء عملية السلام.. وتشجيع الاطراف علي العودة الي طاولة المفاوضات.. وايضا دعم برنامج سلام فياض لاقامة مؤسسات الدولة الفلسطينية المرتقبة.. هذه القمة التي تستضيفها باريس.. ليس منافسة للقمة التي تقترحها روسيا في موسكو.. وهي قمة موسعة للسلام. اما قمة باريس فتأتي امتدادا او تتمة لقمة انابوليس.. وانطلاقا من خارطة الطريق للرباعية الدولية. يقول برنار كوشنير وزير خارجية فرنسا منذ أن أعلنها الرئيس ساركوزي بكل قوة.. بمعني أعلن الدعوة لعقد مؤتم للسلام ونحن نحاول ان نتقدم بأفكار واقتراحات.. وأحد هذه الاقتراحات.. عقد مؤتمر للسلام.. لا يكون منافسا للمؤتمر الذي تقدمه موسكو لأننا قد اتفقنا مع الرئيس ميدفيديف.. علي عقد مؤتمر في باريس أو في موسكو.. ما أن يتم استئناف الحوار السياسي.. والفكرة هي وضع اساس او قاعدة لتصميم دولي جديد.. لكي تتحرك المفاوضات.. وتصل الي غايتها المنشودة. كوشنير.. يقول إن الإسرائيليين موافقون.. أما العرب فليسوا موافقين بشكل عام. ويؤكد كوشنير حقيقة أن محمود عباس رجل سلام... اما علي الجانب الآخر. الجانب الاسرائيلي. فيوجد شعب اسرائيلي يؤيد بنسبة70% وفق استطلاعات الرأي الإسرائيلية.. إقامة دولة فلسطنية.. وبنسبة57% تشاطر القدس.. لتكون عاصمة للدولتين. المصادر الدبلوماسية تشير الي أن الإسرائيليين ليس لديهم مانع في عقد المؤتمر.. ولكن دون التزام بالنتائج النهائية.. دون التزام بالمرجعيات.. ودون التزام بالهدف.. اما مصر.. فهي مع كل تحرك يخرج بالعملية.. من حالة الجمود الحالية.. ومن مأزقها الحالي.. ومن ثم فلا مانع لديها من عقد مثل هذا المؤتمر.. ولكن. المتحدث باسم الرئاسة المصرية.. السفير سليمان عواد اكد ان الرئيس مبارك مع أي جهد لتحريك عملية السلام. علي نحو يتجاوب مع الشرعية الدولية.. واوضح أنه قد تم. خلال قمة الإليزيه.. التي جمعت الرئيسين مبارك وساركوزي.. الاتفاق علي خطوات محددة للتحرك.. خلال الاسابيع المقبلة.. مع الجانبين.. الفلسطيني والإسرائيلي.. ومع الولاياتالمتحدةوروسيا.. باعتبارهما طرفين في الرباعية الدولية.. لتهيئة الأجواء لاستئناف المفاوضات. وأكثر ضرورة تحرك الاطراف الاقليمية والدولية.. من اجل تشجيع الرئيس أبو مازن.. علي العودة للمفاوضات.. وفق مرجعيات واضحة.. تستند الي حدود67. ووفق إطار زمني.. ويحدد الانتهاء من التفاوض علي قيام دولة فلسطينية.. بحدود دائمة.. وليست مؤقتة. مع ضمانات دولية بتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه. وزير خارجية فرنسا أعلن ان هذا هو الوقت المناسب لمساندة اقامة الدولة الفلسطينية وإلا فلا, رغم الصعوبات التي تواجهها. هذا هو موقف فرنسا.. وهذا هو تحركها ويبقي التساؤل.. هل تنجح.. هل تنجح أولا في عقد المؤتمر المصغر؟!.. وإذا ما انعقد.. ألا يخاطر بأن يكون لمجرد الصورة ؟! وبعدها يختلف الطرفان عند أول ساعة مفاوضات ؟!! ولكن كل هذا لا يمنع من المحاولة.