2 - لعل أكثر ما يزيد من مخاوف الغد وقرب انفجار القنبلة السكانية أن أبسط التقديرات تواضعا تقول إنه فى غضون سنوات قليلة عندما تكسر البشرية حاجز ال 6 مليارات نسمة فإن عدد سكان الدول النامية والفقيرة سيكون فى حدود 5 مليارات نسمة على الأقل. وإذا كانت تقديرات المنظمات الدولية تقول إن ما يقرب من مليار ونصف المليار نسمة يعيشون حاليا تحت خط الفقر فى الدول النامية والفقيرة فإن هذا الرقم سوف يتزايد بنسبة مخيفة مستقبلا.. وربما يزيد من حجم الكارثة أن هذه الزيادة السكانية يقابلها بكل أسف نقص فى الغذاء.. فما هو معنى ذلك?!. معناه أن الذين سيتركون الحبل على الغارب لمثل هذه الأوضاع المتردية سوف يزدادون فقرا على فقرهم.. والفقر - والعياذ بالله - آفة مرعبة لأن الفقر ليس مجرد احتياج واستدانة وعجز عن الوفاء بالمطالب الأساسية, وإنما الفقر كارثة متعددة الأجنحة. وليس يخفى على أحد أنه فى ظل الفقر تنتشر أمراض سوء التغذية التى كما تقول إحصائيات وتقارير المنظمات الدولية - تؤدى إلى توقف عجلة التنمية بشكل عام وانتشار أمراض سوء التغذية وتعذر توفير مساكن لإيواء البشر وتراجع إمكانات توفير فرص التعليم والرعاية الاجتماعية الواجبة فضلا عن تزايد معدلات إصابة الأطفال بالأمراض المعوقة أو بلوغ حالة الوفاة. وإلى أن يسود العدل الاجتماعى الغائب فى النظام العالمى الذى هو انعكاس لغياب العدل السياسى فإن على الدول الفقيرة والنامية ونحن ضمنها أن تتأهب لمواجهة الأخطار المحتملة من استمرار تفاقم خطر الزيادة السكانية.. وأظن أنه ليس بمقدور أحد أن يجادل فى أن كل مشكلات الفقر والجوع فى العالم ترجع فى المقام الأول إلى سيطرة الاقتصاد العالمى الذى تدير الدول الغنية دفته منفردة وبالذات فى مجال الغذاء إلا أن ذلك لا ينفى مسئولية استسلام الدول النامية لهذا الواقع الذى بدأ فى شكل استسلام سياسى واقتصادى مخيف أسهم فى توفير التربة الملائمة لنمو جماعات العنف والتطرف والإرهاب. ومع كل الأمنيات الطيبة لما تقوم به الدولة المصرية تحت قيادة الرئيس السيسى فإن التركيز فقط على البعد الاستثمارى واستمرار إغفال القضية السكانية باعتبارها لب البعد الاجتماعى يظل بمثابة نقطة ضعف وخلل يستوجب الالتفات والاهتمام العاجل! خير الكلام : إذا كنت أستاذا فى تخصصك فإنك تلميذ فى التخصصات الأخرى ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله