هى الآن مجرد أطلال بلدة قديمة تزينها بعض الإضاءات الملونة الخافتة ليلا، فهى قبلة أساسية لزائرى تلك الواحة الجميلة فى جوف الصحراء.. لكن حتى بدايات القرن العشرين وتحديدا حتى منتصف العشرينيات كانت الحياة تدب فى أوصال تلك البلدة، الى أن انتهت على إثر أمطار غزيرة تسببت فى تدمير بيوتها المبنية من الاحجار الملحية. اذا أردت ان تستعيد تلك الأجواء من جديد وتتخيل شكل الحياة فى « شالى » بواحة سيوة، فما عليك إلا باصطحاب رواية « واحة الغروب » لأديبنا الكبير بهاء طاهر فى رحلتك، لتتعرف على نساء تلك البلدة الحصينة وآطفالها، وعاداتها وحروب قبائلها، وأشكال بيوتها الصفراء وممراتها، ومنحدراتها، إذ تربض البلدة فوق هضبة هرمية، يقع أسفلها « بحر أخضر داكن كثيف ومتموج ». صبيانها يتشابهون بوجوههم القمحية وملامحهم الدقيقة وطواقيهم التى لا تبرز منها غير خصلة واحدة من الشعر، من خلال شكلها يمكن التعرف على الاسرة التى ينتمى لها الطفل، اما البنات فيلعبن بعيدا عن الصبيان،وملابسهن ذات الوان مبهجة مزركشة طويلة الاكمام .. شعورهن مجدولة فى ضفائر رفيعة طويلة تحيط برؤسهن مثل التيجان المزخرفة.. وكما يخبرنا أديبنا الكبير فى ختام روايته التى تدور احداثها فى القرن التاسع عشر، فقد اندثرت العادات القديمة، وبقى الجمال النادر للواحة بغابات نخيلها وزيوتنها وعيونها وبحيراتها العذبة والمالحة.