بكل بساطة الماضي كان الصغار يطلون من عالمهم الصغير علي رسوم وتفاصيل دقيقة تثير كل ملامح الخيال والإبداع لديهم.. بعيدا عن كل طفرات وقفزات التكنولوجيا التي تحيطنا بذاكرتها الحافظة لكل شيء. إلا لمعاني وقيم تاريخنا القديم لنتعرف من بين روايات الأجداد علي فنون وتراث يوضح رموز ثقافتنا الشعبية والعربية منذ نهايات القرن التاسع عشر لنفتح معا صندوق الذكريات حينما كان التطلع لرؤية العالم تنحصر في مربع خشبي متنقل يسمي صندوق الدنيا تلك العبارة الشهيرة الدالة علي تراث الماضي, ولعلها كانت النواة لاختراع شاشات السينما والتليفزيون بعد ذلك, إلا أنها كانت تمثل الآلة السحرية حيث تفتح للأطفال والشباب عالما من الخيال والروايات و الأساطير داخل الصندوق المزخرف برسوم متعددة وعلي أحد أضلاعه فتحات مستديرة في حجم العين وبها عدسات مكبرة وخلفها دوائر رسمت عليها العديد من المشاهد والصور من حكايات القصص الشعبي القديم كحكايات أبو زيد الهلالي, الزناتي خليفة, الأميرة ذات الهمة, عنترة بن شداد, شمشون ودليلة والزير سالم وكانت الرسوم ترتبط بسرد قصص وحكايات يتغني بها صاحب الصندوق كفن شعبي أصيل مزج الروايات بالأغاني لتؤرخ عادات وتراث المجتمع المصري القديم داخل الصندوق.