تعد الجولة الآسيوية الحالية للرئيس عبدالفتاح السيسي التي يزور خلالها روسياوالصين وسنغافورة وأندونيسيا, من أهم الزيارات التي تستعيد فيها مصر علاقاتها التاريخية مع الدول الآسيوية, ويمكن أن تمثل بداية لانطلاقة مصر اقتصاديا وتصنيعيا إذا أحسنا الاستفادة من دروس تجارب الدول الآسيوية في التقدم الاقتصادي والصناعي المبهر الذي حققته علي مدي الأعوام الأربعين الماضية. وتعد الصين وتجربتها في التطور الاقتصادي والتنمية البشرية ليست الأقرب الينا فقط والتي يمكن أن نتعلم ونستفيد منها, ولكن لأن الصين تفتح حاليا أبوابها وترحب بمصر بشدة, ولدي المؤسسات والشركات الصينية تعليمات من القيادات العليا بالنظر إلي كل مطلب ومقترح مصري بايجابية, وإذا لم ننتهز هذه الفرصة الآن ونحصل من الصين علي ما نريد ونحتاج, فإن الصين بعد سنوات قليلة سوف تصبح قوة عظمي أولي أو ثانية ويصبح من الصعب أن تنظر إلي مطالبنا بنفس الايجابية التي تبديها الآن, لن تنتظر الصين أحدا فهي مثل القطار الرصاصة الذي انطلق وبسرعة فائقة إلي محطة القمة, وإذا لم ننتهز فرصة ترحيبها بمشاركتنا في طريق الحرير, أو أن تكون قناة السويس جزءا من هذا المشروع الاقتصادي الضخم الذي خصصت له الصين40 مليار دولار فلن تلتفت إلينا بعد5 أو10 سنوات, فقد عدت من الصين منذ عدة أيام حيث شاركت في المنتدي الأول لتطوير منطقة شينجيانج الواقعة شمال غرب الصين, وشاهدت كم المشروعات الضخمة وحجم الاستثمارات المهولة التي تضخها الصين لتنمية تلك المنطقة لتكون الجسر الذي يربط الصين بدول آسيا الوسطي والهند وباكستان وروسيا وتركيا وايران حتي أوروبا, بحيث تكون شينجيانج وعاصمتها أوروموتشي هي قلب طريق الحرير الجديد الذي اقترحه الرئيس شي جينبينج في عام2013 ويتوقع أن نشارك فيه نحو60 دولة بتعداد سكان يزيد علي4 مليارات نسمة. ومن هنا, كان يتعين علي المراكز البحثية ومؤسسات صناعة القرار في مصر أن تحدد قبل زيارة الرئيس وبدقة ماذا نريد من الصين تحديدا, وماهي المجالات التي نحتاج فيها إلي الخبرة والتكنولوجيا الصينية, وهل نريد الحصول علي سمكة الاستثمارات من الصين أم نريد أن نتعلم منها الصيد؟! لمزيد من مقالات منصور أبو العزم