تألق الوفد المصرى المشارك فى الأوليمبياد الخاص بولاية لوس انجلوس الأمريكية الذى أقيم خلال الأيام القليلة الماضية حيث حصلوا على 55 ميدالية فى مختلف اللعبات الرياضية هؤلاء الأبطال الذين قهروا الإعاقة استطاعوا من خلال ثقتهم بأنفسهم أن يرفعوا علم مصر واسمها عاليا، رغم قلة الإمكانيات مقارنة بالأصحاء.. التقت صفحة «صناع التحدى» نماذج من هؤلاء الأبطال وأمهاتهم فى محاولة للكشف عن السر الذى يكمن وراء هذا التفوق. مهما كانت المسميات التى يمكن أن نطلقها على الفريق المصرى الذى شارك فى الأوليمبياد الخاص، فإنهم سيظلو أبطالاً قهروا كل الظروف رغم قسوتها وصعوبتها ليكونوا مصدر سعادة لأهلهم الذين يبذلون جهدا عظيما مع ظروف مادية ونفسية واجتماعية قاسية، ومصدر فخر لبلدهم، 72 لاعباً ولاعبة اشتركوا فى 12 رياضة مختلفة وهى كرة السلة واليد والقدم والفروسية وتنس الطاولة وألعاب القوى والبولينج والبوتشى والسباحة والريشة ورفع الأثقال والتنس الأرضى .. حققوا 55 ميدالية منهما 15 ذهبية و23 فضية و17 برونزية. أمهات وأبطال لبنى عاصم (18 سنة) تعانى من صعوبات التعلم، بطلة السباحة والحاصلة على الميدالية البرونزية مشاركة فى سباحة التتابع إلى جانب تكريمها كمركز رابع فى سباحة 100 متر حرة، و 200 متر صدر، وهى لاعبة بنادى الشمس، قالت والدتها: إننى سعيدة بهذه التجربة لأنها أول رحلة سفر لابنتى لبنى، واعتبرها مجازفة، لأن لبنى مدللة فى المنزل باستمرار ودائما ما نتحمل نحن المسئولية عنها، وبالتالى فإن هذه الرحلة كانت فرصة لكى تتحمل لبنى المسئولية خاصة مع طول رحلة السفر ومشقتها مع طول فترة الإقامة التى امتدت لأسبوعين، وأنا على المستوى الشخصى فخورة بما حققته أبنتى فهو انجاز ضمن بطولة عالمية وليست بطولة محلية كما أنها تنافست ضمن مجموعة قوية. اللاعبة مريم طارق (14 سنة) حاصلة على ثلاث ميداليات ذهبية وفضية وبرونزية فى سباقات مختلفة للسباحة، رغم أنها فى الأصل بطلة فى ألعاب القوى إلا أنها استطاعت على مدى سنتين الوصول لهذا المركز، كما حققت فوزاً ثانياً بعد توجيهها للاشتراك فى هذه البطولة فى سباق 100 متر ظهر وهو ما لم تتدرب عليه حيث استطاعت أن تصل للميدالية البرونزية بعد 7 وحدات تدريبية فقط قبل سفرها. كريمة والدة مريم تقول: سعيدة بهذا الإنجاز الذى حققته ابنتى التى تغلبت على إعاقتها الذهنية والجسدية نتيجة تركيبها لمسمارين بعظام الحوض وثالث بالرجل، وأتمنى مزيدا من الدعم لهؤلاء الأطفال والشباب ليتمكنوا من تحقيق الأفضل، ولا انكر مجهود ودعم نادى اتحاد الشرطة فى التوجيه والمتابعة لابنتى. برنامج التدريب وعن نظام التدريب الخاص بهؤلاء الأبطال تقول هاجر طارق كابتن سباحة باتحاد الشرطة أن برنامج التدريب الخاص بالبطولات يكون أكثر تكثيفا من التدريبات العادية، فعادة ما يكون ثلاث مرات أسبوعيا وتتضاعف أيام البطولات وهو بالتأكيد جهد كبيرعلى اللاعبين الذين يستجيبون دائماً لرغبتهم فى أن يصبحوا أبطالاً، ونحن نعمل على تحفيزهم وتشجيعهم باستمرار للوصول إلى هذا الهدف. أما لاعب نادى الصيد طارق أيوب (20 سنة) حاصل على الميدالية الذهبية فى كرة القدم، ورغم إعاقته السمعية إلا إنه استطاع أن يحقق بطولات فى السباحة وتنس الطاولة ويحرز فيهما المركز الأول باستمرار، ليصبح مجمل رصيده 150 ميدالية. ونظرا لتميزه فى كرة القدم، قام الاتحاد الأوليمبى بتوجيهه للاشتراك بها فى الاوليمبياد الذى يسمح للاعب بالاشتراك بلعبة واحدة فقط. وعن الأسباب التى أهلته للوصول إلى هذه النتيجة المشرفة، تقول هيفاء والدة طارق: الالتزام بالتدريب منذ كان عمره 7 سنوات فى مجموعة الحالات الخاصة التى أنشأتها دكتورة عفاف الأنصارى بالنادى، وكان لها دور كبير فى دعمهم. وتؤكد أن اشتراكه فى البطولات كان له تأثير كبير فى شخصيته حيث أصبح يميل إلى العمل الجماعى، معتمداً على نفسه، وأصبح منظما، كما تعرف على بلاد كثيرة من خلال المعسكرات التى شارك فيها. منظومة نجاح متكاملة لاشك أن هذا النجاح تقف خلفه خلية نحل مكونة من 30 مدربا.. عمرو الطحاوى نائب رئيس البعثة ومدير الألعاب والمسابقات يوضح أن مسئولية البعثة ليست رياضية فقط ولكن عليها أيضا تحقيق أقصى درجات الأمن والسلامة للاعبين ومتابعة حالتهم الصحية والكشف عليهم ضمن برنامج الأوليمبياد أثناء البطولة، كما نحرص فى كل البطولات على كسر الرهبة والخوف قبل بدء المسابقات، وكانت سان دييجو هى وجهتنا، حيث تعرف فيها أعضاء الوفد المصرى على عادات وثقافات وأكلات جديدة. ويؤكد أن معظم اللاعبين مدركون لفرحة الفوز وهو ما دفعهم إلى الحرص على تحقيق ميداليات لرفع اسم مصر، كما أنهم ينطقون Egyptبعفوية أثناء البطولات الأجنبية ثم يرددون « تحيا مصر» لحظة وصولهم لمطار القاهرة. ويطالب بمزيد من التغطية الإعلامية لهم أثناء فترات الإعداد والمسابقات، كما يؤكد أنهم ليسوا فى حاجة إلى نظرة عطف، بل يحتاجون إلى نظرة تقدير حيث فرض عليهم هذه المجال بحكم إعاقتهم ومع ذلك برعوا فيه وأصبحوا أبطالا دوليين.