لدي الفرنسيين حكمة تقول إنه بعد أي صداقة بين رجلين أو جماعتين تستمر20 عاما لابد لأحدهما أن يخون الآخر, فما بالك والحال هكذا في مصر, حيث لم تستمر الصداقة والصفقة بين المجلس العسكري وجماعة الإخوان المسلمين سوي عام واحد. حيث خان أحدهما الآخر وقرر حرق جميع المراكب وشق عصا الطاعة في أول معركة خلاف أسفل الطاولة. كثيرون في مصر مازالوا أسري التسريبات وطاحونة الشائعات, هل ترشيح خيرت الشاطر صفقة بين العسكري والإخوان؟. وهل صحيح أن المشير والمجلس اختاروا التوقيت وساعة الصفر بإصدار قرار العفو عن الشاطر في اللحظة المتفق عليها وتركوه يخوض الرئاسية ليحرق نفسه وينال من سمعة فصيله؟. أم أن الإخوان باغتوا العسكري وخدعوه في اللحظة الفاصلة؟ وبالتالي اعطاهم العسكري دون أن يدري صكوك الوطنية والقيادة لحكم مصر.. أي من لا يملك ويحكم مؤقتا أعطي لمن لا يستحق أبدية حكم البلاد ليعيد انتاج منظومة حيتان المال والفساد. الآن حانت لحظة الحقيقة.. وجاء دور المجلس العسكري ليقول الصراحة ولا يكتم الشهادة للوطن والتاريخ.. هل صحيح عقد صفقة إذعان مع الإخوان؟ أم خانه الإخوان في اللحظات الأخيرة؟!. وقبل هذا وذاك بات علي المجلس العسكري أن يجيب علي السؤال الأخطر والأصعب.. ماذا لو فشلت تأسيسية الدستور وقاطعتها أغلبية القوي السياسية والدينية وتجرعنا الفشل في غياب دستور عام وعامين؟ وماذا لو أجريت انتخابات رئاسية وحدثت فيها فوضي وتزوير وخروقات فاضحة للجماعة وأخواتها فرفضها وقاطعها السواد الأعظم من الشعب ورفضوا الاعتراف برئيس جمهورية الإخوان ودخلت البلاد في فوضي وفلتان وغياب للشرعية ماذا سيفعل العسكري؟. هل يملك سيناريوهات للتدخل أو الانقاذ أو الخروج والانعتاق من أسر هذه اللحظة؟ أم سيترك الأمور تسير علي هوي البعض فيحدث الخراب البين والضياع المستعجل لهذا البلد؟. وطالما حدث ما حدث والإخوان خنثوا العهد الذي قطعوه علي أنفسهم وأصبحوا أسري للحظة امتلاك الرئاسة والكرسي في قصر العروبة وألقوا بالشاطر في أتون المعركة حاليا ومن خلفه محمد مرسي احتياطي فمن واجبي أن أتوجه بعدد من التساؤلات المشروعة لجماعة الإخوان بعيدا عن السجال متمنيا أن ألقي إجابات يستوعبها العقل ومقاربات تتفق وواقع الحال في هذا البلد وأولها هل كنتم علي درجة من الوعي والادراك العام وتتمتعون بالحكمة والعقلانية عندما اقدمتم علي خطوة الشاطر؟.. وهل تدركون حجم المآسي والخراب الذي يعيشه بلد مثل مصر تحول الي مستنقع وخرابة؟ أضيف الي ذلك أن ثورة 25 يناير قامت لإنهاء مجتمع ما يسمي النصف في المائة من رجال أعمال مبارك الذين كانوا يمتلكون ويحتكرون مصر, والآن مرشحكم الشاطر يمتلك 90% من أموال وثروة الإخوان.. فهل قررتم تجريب المجرب مع نفس عصابة المخلوع ولكن هذه المرة علي وسع ولمصلحة فئة أكبر في مكتب الارشاد ومجلس شوري الجماعة, اليس كل ذلك الباب السري للفساد من جديد؟. ناهيك عن أن مرشحكم هذا رجل لا يمتلك خطابا أو رؤية سياسية ولا يتمتع بالخيال السياسي, وهذا بلد يحتاج الي رجل دولة يملك مقومات وحضور القيادة والشخصية الساحرة وشبكة واسعة من العلاقات والمصالح لا رجل بزنسة.. فلماذا ارتكبتم هذه الجريمة؟ فضلا عن أنه أمام كل هذه المشكلات والازمات المتفجرة وغيرها من الخراب المتجذر في هذا البلد هل تستطيعون أن تحكموا وتحلوا وحدكم هذه المشكلات مجتمعة؟ اشك وأتوقع مستقبلا أسوأ لهذا البلد, فلا تضيعونا وتضيعوا أنفسكم.. فقد انتهي حكم العزب والتكايا في مصر, فالوطن للجميع ومن له عمر لا تقتله الشدة. المزيد من أعمدة أشرف العشري