تصاعدت ظاهرة الإرهاب على المستوى الاقليمى خلال الأعوام القليلة الماضة نتيجة العديد من العوامل المرتبطة بالوضع الداخلى فى الدول العربية، وفى ظل تلك التطورات الداخلية والاقليمية فقد واجهت مصر هجمة شرسة من الجماعات الإرهابية فى ظل حكم تنظيم الإخوان المسلمين الذى فتح الباب على مصراعيه للجماعات الإرهابية لكى توجد فى البلاد خاصة فى سيناء ومناطق أخرى متفرقة، وهو ما ألقى عبئا متزايدا على الدولة المصرية عقب ثورة 30 يونيو لمواجهة تلك الجماعات الإرهابية. وقد سعت وزارة الخارجية فى إطار أولوياتها فى عقب ثورة 30 يونيو إلى الدفاع عن الثورة المصرية وشرح التطورات الداخلية إلى العالم الخارجى وخطورة تحدى الإرهاب الذى تواجهه مصر فى ظل الأوضاع الاقليمية فى الدول المجاورة خاصة فى ليبيا، وقد جاء تحرك الدبلوماسية المصرية العريقة ثنائيا واقليميا ودوليا لتأكيد رؤية مصر تجاه قضية الإرهاب وهو ما أكدته الأحداث التى شهدتها مصر والمنطقة خلال الأعوام القليلة الماضية. وفى إطار هذه الرؤية قامت الدبلوماسية المصرية بتوحيد الجهود على جميع المستويات وتأكيد مسئولية المجتمع الدولى فى معالجة الأوضاع فى المنطقة خاصة فى ليبيا والتى تعد دولة جوار مباشر لمصر لما لها من تأثير مباشر على الوضع الداخلى فى البلاد. كما أكدت وزارة الخارجية أهمية التعاون فى مجالات تبادل المعلومات وقطع التمويل عن تلك التنظيمات فضلا عن السعى للتعاون على مستوى جامعة الدول العربية ودول الخليج والدول الافريقية ممثلة فى الاتحاد الافريقي، وقد أسفرت تلك التحركات عن توقيع العديد من الاتفاقيات الدولية فى هذا الصدد مثل الاتفاقية العربية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب والتى دخلت حيز التنفيذ فى (5/3/2014) والاتفاقية العربية لنقل نزلاء المؤسسات العقابية والإصلاحية فى إطار تنفيذ الأحكام الجزائية والتى دخلت حيز النفاذ فى (22/4/2014) والاتفاقية العربية لمكافحة الفساد والتى دخلت حيز النفاذ فى (18/7/2014) واتفاقية الرياض العربية للتعاون القضائى والتى دخلت حيز النفاذ فى (8/10/2014) والاتفاقية العربية لمكافحة جرائم تقنية المعلومات والتى دخلت حيز النفاذ فى (8/10/2014) والاتفاقية العربية لمكافحة الجريمة المنظمة وعبر الوطنية والتى دخلت حيز النفاذ فى (8/10/2014) بالإضافة إلى المشاركة النشيطة لوزارة الخارجية فى التحالف الدولى ضد داعش ونتائج الحوار الاستراتيجى بين واشنطن ومصر حيث ادركت الإدارة الأمريكية وضوح الموقف المصرى من قضية الإرهاب وأن مصر تشكل عنصر الاستقرار فى المنطقة إلى جانب أهمية أن تلتزم أمريكا بانهاء محاولات فرض الإخوان على حكم مصر... الخ. وأخيرا تحية وتقدير لمصر على جهودها فى مجال مكافحة الإرهاب.. تلك الظاهرة التى أكد الدكتور السفير بدر عبدالعاطى الدبلوماسى الإعلامى المخضرم أن العالم بات أكثر ادراكا لمخاطرها وهو ما يؤكد صواب الرؤية المصرية فى مواجهة تلك الظاهرة والتى لمسها كل من حضر احتفال قناة السويس الجديدة وادرك ان المصريين يصنعون المعجزات ونجحوا فى تأمين احتفالهم وكبار ضيوفهم فى ذلك اليوم التاريخى 6 أغسطس 2015. لمزيد من مقالات عائشة عبد الغفار