دخلت تركيا أمس فى سلسلة من الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية، ففى الوقت الذى أعلن فيه أحمد داود أوغلو رئيس الوزراء التركى عجزه عن تشكيل حكومة جديدة، تصاعدت أعمال العنف فى عدد من المدن، وتواصلت المواجهات مع الأكراد، بينما أكد وزير الطاقة تانر يلدز أن هناك 4 مليارات دولار زيادة فى استيراد الغاز بسبب تراجع الليرة. وسياسيا، تخلى رئيس الوزراء التركى أحمد داود أوغلو بصورة رسمية عن محاولة تشكيل حكومة جديدة بعد أسابيع من فشل مفاوضات لتشكيل ائتلاف لتزيد احتمالات تشكيل حكومة انتقالية لقيادة البلاد نحو انتخابات جديدة، وقال مكتب أوغلو فى بيان إنه أعاد رسميا تفويض تشكيل الحكومة إلى الرئيس رجب طيب إردوغان، وذلك بعد أن أخفق فى العثور على شريك لحزبه العدالة والتنمية فى الائتلاف الحكومى المرتقب. وقال بشير أتالاى المتحدث باسم حزب "العدالة والتنمية" إن الحزب سيعقد مؤتمرا فى 12 من سبتمبر المقبل، وقد يكون المؤتمر حاسما بالنسبة لاستراتيجية الحزب بخصوص تلك الانتخابات. وبحلول الأحد المقبل، سيتعين على أردوغان حل حكومة تصريف الأعمال التى يقودها داود أوغلو والدعوة إلى تشكيل حكومة مؤقتة تقوم على تقاسم السلطة وتقود البلاد إلى انتخابات جديدة فى أكتوبر. وفى الوقت نفسه، أعلن المجلس الأعلى للانتخابات التركى أن التعديلات الأخيرة فى الدستور تسمح بتقليص المهلة المحددة لإعادة الانتخابات البرلمانية المبكرة إلى 60 يوما بدلا من 90 وفقا للمادة التاسعة من قانون الانتخابات والمادة 79 من الدستور التركي. وعلى الصعيد الاقتصادى ، قال وزير الطاقة التركى يلدز إن تراجع الليرة أضاف ما يقرب من 4 مليارات دولار إلى فاتورة استيراد الغاز الطبيعى فى بلاده منذ بداية العام الحالى ، مضيفا أن مبيعات الغاز الروسى إلى تركيا هبطت 8٪ خلال فترة الخمسة إلى 6 أشهر الأخيرة، دون الكشف عن المزيد من التفاصيل. كما انتقد بشدة عمليات التخريب وأعمال العنف التى يشنها المتمردون الأكراد ضد منشآت حيوية فى جنوب شرق البلاد الذى تقطنه أكثرية كردية ، موضحا أن التمرد الكردى الذى يهاجم مصالح الدولة التركية، دمر فى الأسبوعين الماضيين 8 محطات كبيرة و28 محولا وحوالى 1500 عمود كهرباء. وأمنيا ، قتل شاب تركى يبلغ من العمر 17 عاما خلال مواجهات بين الشرطة ومجموعة تابعة لحزب العمال الكردستانى المحظور ، وقتل 3 جنود وأصيب 5 آخرون بجروح فى الاشتباكات التى اندلعت بين عناصر من الدرك والعناصر الانفصالية فى ضواحى بلدة ليجة التابعة لمحافظة دياربكر جنوب شرقى تركيا ، كما أصيب عسكريون آخرون فى مواجهات مسلحة بضواحى بلدة شمدينلى التابعة لمحافظة هكارى جنوب شرقى تركيا. من جهة أخرى، قال تانجو بيلجيج المتحدث باسم الخارجية التركية إن اتهامات رئيس الحكومة العراقية السابق نورى المالكى لأنقرة بمساعدة تنظيم داعش الإرهابى لا يمكن وصفها إلا ب "الهذيان الناتج عن شعور بالذنب" لدوره الكبير فى فقدان بلاده حوالى ثلث أراضيه لصالح التنظيم الإرهابى ومقتل عشرات الآلاف من الأشخاص وبقاء ملايين العراقيين بدون مأوى.