قصفت طائرات دول التحالف العربى، الذى تقوده المملكة العربية السعودية، معسكر اللواء 25 مشاة ميكانيكى فى مدينة عبس بمحافظة حجة شمالى اليمن على الحدود مع السعودية. وذكرت مصادر يمنية مطلعة أن الطائرات قامت بعمليات قصف استباقية استهدفت عربات مدفعية ثقيلة كان ميليشيات الحوثيين تستعد لنقلها إلى جبهة الحرب على الحدود السعودية. واضافت المصادر "إن طائرات التحالف دمرت عربات مدفعية حديثة وآليات وأطقم عسكرية كانت فى طريقها إلى مدينتى حرض وميدى الحدوديتين"، وأوضحت أن عمليات القصف غير المتوقعة دمرت سلاح المدفعية التى كان الحوثيون يعدونها لمهاجمة السعودية ضمن ما أعلنوا عنه بتنفيذ مخطط الخيارات الاستراتيجية بعد الهزائم التى طالتهم فى محافظات الجنوب وتعز والضالع. وقالت مصادر محلية، إن غارات عنيفة شنها طيران التحالف على قاعدة الديلمى الجوية والمعهد الفنى ومقر الدفاع الجوى، واضافت أن انفجارات عنيفة هزت تلك المواقع جراء انفجار مخازن الأسلحة، كما ارتفعت ألسنة اللهب وأعمدة الدخان بكثافة. وأفادت مصادر صحفية يمنية أمس بأن الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمنى السابق على صالح شنوا قصفا عنيفا على أحياء سكنية بمحافظة تعز وسط اليمن. وقالت المصادر نفسها إن القصف العنيف والعشوائى استهدف منطقة ثعبات التى سيطرت عليها المقاومة أمس الاول، إلى جانب أحياء الموشكى والثورة والروضة والجمهورى. وبحسب المصادر، فإن قتلى وجرحى بينهم مدنيون سقطوا جراء ذلك القصف دون أن يتسنى معرفة أعدادهم إلى جانب تضرر العديد من المنازل الواقعة فى تلك الأحياء. وفى السياق ذاته، قالت المصادر إن طيران التحالف قصف مواقع الحوثيين وقوات صالح فى الحوبان والقصر الجمهورى ومعسكر قوات الأمن الخاصة "الأمن المركزى سابقاً". وقد هز دوى انفجارات عنيفة تلك المواقع ،وشوهدت أعمدة الدخان وهى ترتفع بكثافة، دون التأكد من الخسائر التى خلفتها الغارات فى صفوف الحوثيين وقوات صالح. وأوضحت المصادر، أن المواجهات المسلحة استمرت بين الحوثيين والمقاومة الشعبية حتى وقت مبكّر من صباح أمس، استطاعت من خلالها المقاومة السيطرة على منطقة "الربيعى" غرب المدينة.وكانت تعزيزات كبيرة قد وصلت خلال اليومين الماضيين إلى الحوثيين وقوات صالح فى تعز قادمة من مدينة إب والحديدة. وفى غضون ذلك، ذكر تقرير لصندوق الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) أمس أن 398 طفلا على الأقل قتلوا وأصيب 600 آخرون فى اليمن منذ مارس الماضى. وتقول الأممالمتحدة إن 21 مليون شخص، أى نحو 80% من سكان اليمن، يحتاجون حاليا إلى مساعدات إنسانية فى البلاد التى تعانى من فقر مدقع ونقص فى الغذاء والماء حتى قبل بداية النزاع. وفى صنعاء، أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، مساء أمس الاول، عن بالغ قلقها إزاء ازدياد عدد الجثث المتراكمة فى المناطق الأكثر تأثراً بالقتال فى اليمن. وقالت نوران حواس منسقة قسم الحماية فى اللجنة الدولية فى اليمن عبر بيان نشرته اللجنة: انه فى ظل تصاعد القتال، هناك عدد متزايد من الإصابات لا يتم إجلاؤها نظراً للمخاطر المرتبطة بنقل الجرحى وإخلاء الموتى، وأشارت إلى أن القانون الدولى الإنسانى يقضى بوجوب معاملة الجثث بطريقة لائقة وباحترام، داعية أطراف النزاع لاحترام كرامة الموتى والسماح بإخلاء جثثهم بشكل سريع واتخاذ كل التدابير الممكنة لضمان التعرف على هوية أصحابها وتسليمها إلى أسرهم. وقالت “إن أى تأخير فى استعادة الجثث يعقد عملية التعرف على هوية أصحابها ويترك آثاراً وخيمة على أسرهم”. وأوضحت أن اللجنة الدولية سهلت إخلاء أكثر من 407 جثث منذ اندلاع العمليات، وذلك بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر اليمنى وبدعم من السلطات المختلفة. وأوضحت “أن المسئولية الأساسية لاستعادة الجثث وتوثيق بياناتها والتعرف على هوية أصحابها تقع على عاتق السلطات والأطراف فى الميدان”.