رغم حالة الجدل التى اثيرت حول فيلم «سكر مر» ومهما اتفقت أو اختلفت الآراء عليه الا انك لا تستطيع ان تنكر انه فيلم يمثل حالة فنية مختلفة من العلاقات الاجتماعية المضطربة بين جيل الشباب الحالى بل انه الفيلم الوحيد منذ فيلم «سهر الليالي» الذى يتناول التفاصيل الحياتية ل 8 نماذج شبابية بشكل واضح وصريح وقريب من الشباب مع التنبيه انه لا علاقة له بالفيلم باستثناء ان مخرج الفيلمين واحد وهو ما برع فيه مؤلف العمل الكاتب الصحفى محمد عبد المعطى والذى يعتبر «سكر مر» اول باكورة اعماله السينمائية ولانه فى مرحلة عمرية قريبة من تلك النماذج التى قدمها بالفيلم جعلته اكثر دراية ووعيا بالمشاكل وحالة التخبط فى المشاعر التى يمرون بها والى الحوار؟ المؤلف محمد عبد المعط جميع شخصياتك بالفيلم يمرون بحالة من الارتباك والاضطراب فى علاقاتهم العاطفية فهل اصبحت تلك الحالة هى سمة عصرنا الحالي؟ بالتاكيد نحن نعيش حالة من التخبط فى المشاعر وهذا ليس كلامى فقط وانما جميع الاحصائيات الخاصة بارتفاع نسب الطلاق وتأخر الزواج لدى كثير من الشباب تشير إلى الاتجاه الذى يسلكه الكثير من الشباب وعدم قدرتهم على تحديد ما يريدون وارتباكهم عند الاختيار وإنعكاس ذلك عليهم بشكل كبير اختيارك لفترة الثورة وماتلاها من ترشيحات الرئاسة لبيان ان الاضطراب الذى يعانى منه هؤلاء الشباب انعكاس لحالة اللخبطة السياسية التى مرت بها البلاد امر مقصود من جانبك؟ بالفعل انا اخترت الاربع سنوات الاخيرة والتى كانت تدور الاحداث فيها لأظهر كيف انعكست الاضطرابات السياسية على علاقتنا الاجتماعية وهو امر كان موجودا من قبل، ولكنه اصبح اكثر وضوحا وبشكل اكثر جدية خلال تلك الفترة، فالناس اصبحت اكثر عصبية وانتشرت الالفاظ الغريبة فلغة الحوار تغيرت بشكل كبير. عندما قدمت تلك النماذج تخوف البعض من الجرأة فى العلاقات بين الشباب والتى تكون غير شرعية فى بعض الاحيان فهل تدق ناقوس الخطر؟ هذا دورى وتلك حقيقة فهناك الكثير من الامهات والاباء لا يعرفون كيف تعيش وتتعامل بناتهم مع اصدقائهن خارج المنزل وذلك بسبب ان هناك حلقة مفقودة من التواصل بينهم، والاسرة مشغولة بشكل كبير عن ابنائها ولكن تلك النماذج موجودة كثيرا، ولابد ان تكون هناك متابعة مستمرة من الاهل على الابناء. قدمت نموذجا تحول دينيا بعد ان كان متعدد العلاقات النسائية ولكنه استغل من الدين جزء تعدد الزوجات ليستكمل نزواته بشكل شرعى، فهل قصدت ذلك؟ بالطبع انا قصدت هذا التحول السريع الحاسم فلا يعقل ان يتجه الى الدين ويأخذ منه مايعجبه فقط فالتزم بشكليات الدين من اطلاق لحية والصلاة ولكنه فى نفس الوقت لم يراع مشاعر زوجته وسارع بالزواج ثلاث مرات لمجرد ان هناك خلافات بسيطة فى التعامل بينهما، فليس معنى ان تضايقنى زوجتى فى بعض التصرفات ان اذهب وأتزوج عليها فلابد ان اراعى الله فيها وهى جملة جاءت على لسان شيرى عادل. التحول السريع لشخصياتك بالعمل هل له مغزى لديك؟ ايقاع الحياة اصبح سريعا وسرعة الاحداث التى مرت بنا اثرت بشكل كبير فما رأيناه فى آخر 4 سنوات من تغييرات سياسية واجتماعية ساهم فى زيادة ايقاع حياتهم بشكل كبير ويضيف هناك احد النقاد انتقد وقال انه لم يشعر بعمق الشخصيات واننى لم اعطه الفرصة لذلك ولكننى كنت اقصد ذلك ولو اردت ان افرد لكل شخصية صفحات لفعلت ولكن السرعة فى الايقاع والتحول امر مقصود فكل التحولات مدروسة بإيقاعها ومحسوبة من البداية الى النهاية، وكونها وصلت له بهذه الطريقة فانا اعتبر نقده لى اعجابا وهذا يسعدنى لان ما أريده تحقق كما ارغب. رأى البعض ان الرجوع بالزمن فلاش باك بالفيلم لأكثر من عام خلق حالة من الارتباك وعدم الفهم للبعض الم تخش من ذلك؟ اريد ان اوضح شيئا ان المسئول الاول عن الفلاش باك هو السيناريو وليس الاخراج وانا لم اخش من ذلك ولم اتوقع ان يحدث ذلك لاننى اعلم ان كثيراً من المصريين يتابعون الافلام الامريكية التى يكون فيها السرد بهذا الشكل فالكل معتاد على ذلك. ويضيف : لم اقصد فرد عضلاتى بالكتابة ولكننى قصدت ان اسرد باسلوب فيه «لخبطة» كحياة هؤلاء الشباب وبالمناسبة هذا اكثر شيء لفت نظر المخرج هانى خليفة بالسيناريو. اختيارك لليلة رأس السنة لكى تبدأ وتنتهى عندها الأحداث ما دلالته لديك؟ انا تعمدت ذلك لانها الليلة التى يكون فيها تقييم للذات وما فعلوه فيها وما يتمنون عمله فى السنة المقبلة وهذا كان يتيح لى حرية الحركة فى السنوات التى مرت بها الشخصيات فالانسان يتغير ويختلف باختلاف المواقف التى يتعرض لها وهى جملة جاءت على لسان احمد الفيشاوى فى نهاية الفيلم «ياترى هاكون معها السنة القادمة ام لا؟» كيف وجدت التعاون مع المخرج هانى خليفة؟ هانى خليفة كان اكتشافا بالنسبة لى فانا كنت اسمع عنه انه صعب فى التعامل، ولكننى عدلت تلك الفكرة بعد لقائى وتعاونى معه فهو رجل بسيط ومجتهد فى عمله يعمل ما يحبه ويرفض ما لا يحبه حتى لو عطله ذلك سنوات وعندما قرأ السيناريو اعجبه كثيرا وقال لى بالحرف «اذا قدمه احد غيرى ساغير» والان انا اعتبره اخى الكبير واستشيره فى اشياء كثيرة هل سيشغلك التأليف عن عملك كصحفى ؟ الصحافة هى مهنتى الاولى و«الاهرام» هو بيتى الاول وتعلمت منه الكثيرعلى يد اساتذة كبار وافتخر اننى صحفى فى الاهرام وبيتى لن اتركه.