هانى خليفة: مشاهد «الخمر» طبيعية على شاشة السينما.. ولم نقدم دعوات للطلاق والإحباط أمينة خليل: بكيت بسبب مشهد الطلاق مع بداية الإعلان عن اقتراب عرض فيلم «سكر مر» واستغلال الشركة المنتجة لاسم مخرج العمل هانى خليفة وأنه صاحب تجربة «سهر الليالى» الذى تم اختياره من بين أهم 100 فيلم فى تاريخ السينما المصرية، والجميع فى انتظار عرض الفيلم فى موسم عيد الفطر الماضى من أجل التمتع بوجبة سينمائية تنبأ لها الجميع بالنجاح قبل عرضها.. وبالفعل خرج الفيلم إلى النور لكنه اصطدم بمجرد خروجه بحائط موسم العيد بما يتميز به من نوعية خاصة جدًا من جمهور السينما مما جعله يتذيل قائمة أفلام الموسم من ناحية الإيرادات، إلا أنه فى الوقت نفسه حاز على إشادة كبيرة من معظم نقاد السينما الذين وجدوا فيه وجبة سينمائية جيدة وسط الحطام السينمائى الموجود حاليًا، «الصباح» التقت عددًا من صناع الفيلم فى جلسة خاصة للحديث عن أسرار وكواليس يتم كشفها للمرة الأولى. أكد المخرج هانى خليفة فى بداية حواره ل «الصباح» أن طريقة السرد هى سبب موافقته على مشروع «سكر مر» وذلك لأن السيناريو مكتوب بطريقة مبتكرة والهدف منها أن تحكى قصصًا لعلاقات شبابية وترصد تحولاتها، وطريقة السرد التى حملت الكثير من التغيرات وأربكت الجمهور كانت بالنسبة لى تحديًا وبها جرأة، وعن نهاية الفيلم والتى اعتبرها البعض دعوة للإحباط قال: لم يكن لدى فرصة فى تغيير نهايته لأنه لا توجد نهاية أصلح منها، مشيرًا إلى أنه لا يراها بهذه الكآبة، مؤكدًا أنه لم يقدم دعوة لزيادة نسبة الطلاق كما اتهمه البعض وإلا ما كان قدم المشهد بهذا الشكل المؤلم. وأوضح أن المشاهد الجماعية كانت هى الأصعب خاصة فى ظل وجود أغانٍ معبرة عن الزمن فى هذا التوقيت، وعن الربط بين الفيلم وبين «سهر الليالى» أكد أن هذه النقطة تعود لفكرة العلاقات وأن المرجعية الوحيدة لها هى سهر الليالى على الرغم أنه قديمًا كانت علاقات زوجية لكن «سكر مر» علاقات متناقضة وهذا لا يعنى أنهم متطابقين لأنى أرفض التشابه، وأوضح أن المصداقية هى سبب استمراره حتى الآن وأتوقع أن يعيش «سكر مر» بهذا الشكل لأنه يقدم موضوعًا مختلفًا ومهمًا. وأشار إلى أن الفيلم حقق نجاحًا على مستوى النقاد، أما على مستوى الإيرادات فهو لم يحقق النجاح بحسابات السوق أمام أفلام العيد لأن المشاهد الخاص بنا ليس احتفاليًا، وأتمنى أن يحقق النجاح مع جمهور السينما العادى. وعن سبب تصريحه أن الرقابة تسببت فى تشويه العمل أكد: لا أقصد الإساءة للرقابة، وإنما كل ما فى الأمر أن الجمل المحذوفة من الفيلم ليست ألفاظًا خارجة لدرجة تصنيف الفيلم على أنه «للكبار فقط»، وهو ما جعلنى أؤكد أن ما يحدث هو تشويه للعمل ككل. وعن تكرار مشاهد الخمور أوضح أن هذا الاتهام يوجه له منذ فيلم «سهر الليالى» وهو نقد لا أراه منطقيًا لأننا نقدم عملًا سينمائيًا وليس بحثًا اجتماعيًا، والعمل السينمائى يتحمل مثل تلك المشاهد. أما الفنانة أمينة خليل فقدمت ضمن أحداث الفيلم شخصية «نازلى» الفتاة المتحررة من القيود والتى تفعل ما تريد حتى وإذا كان خطأ من وجهة نظر الآخرين، وفى حوارها مع «الصباح» قالت أمينة: الشخصية تحمل الكثير من الجرأة وكان هناك تحدٍ بينى وبين نفسى حتى أقدمها لذلك بذلت بها مجهودًا كبيرًا. وأوضحت أن من بين المشاهد الصعبة فى شخصيتها هو المشهد الذى بدأت تطالب بين نفسها بتحول علاقة الزواج لعلاقة جدية وليست علاقة مفتوحة وفى نفس الوقت لا تريد أن تظهر ذلك أمام الناس وتعود فى اتفاقها مع «مروان» الشخصية المرتبطة به فى العمل، لذلك كان بداخلها صراع داخلى وكذلك مشاهد التحول التام والالتزام بالحجاب ووصولها لدرجة كبيرة من النقاء والتدين، أما الأصعب على الإطلاق فهو مشهد الطلاق خاصة أنه حدث بعدما بدأت تقع فى غرامه وحبه، وكان مشهدًا مؤثرًا جدًا لدرجة جعلتنى أبكى بعد انتهاء المشهد. وقالت: لم أتعامل فى الحقيقة مع شخصيات منفتحة بهذا الشكل مثل نازلى لكنها موجودة فى الحقيقة بمستويات معينة ربما هناك من هو أجرأ منها لكن لم أتحدث مع أحد فى هذه النقطة حتى أجسد الشخصية لكن كل ما كنت أفعله أن أحاول أن أظهر بشكل حقيقى وليس مصطنعًا. وعن مشاهد الخمور أكدت أمينة أن من يقول أنه لا يوجد فى المجتمع «كداب» ويتهرب من الواقع لأنه متاح وموجود والشرب والكباريهات والراقصات موجود فى الحقيقة لكن المهم كيف نوظفها سينمائيًا هل بشكل مستفز أو من خلال مشهد واحد فقط يعبر عن ذلك. وعن حذف لفظ «فشختنا» والذى كان ضمن أحداث شخصيتها أكدت أنها تجسد الشخصية وتعطيها حقها كما هو مكتوب فى السيناريو، لكن فى حياتها الحقيقية لن تقول هذه الجملة، لكنها فى الوقت نفسه ملتزمة بما هو مكتوب فى السيناريو. ناهد السباعى اختارت شخصية تجسد أزمة فتاة مسيحية ترغب فى الحصول على الطلاق بعد قصة حب، قضية شائكة ربما أثارت انتباه الجميع فى الفيلم لذلك فضلت أن تقوم بها، وقالت فى حوارها مع «الصباح»: تلك الشخصية من أصعب الأدوار التى قدمتها فى حياتى، ولأول مرة يعرض على مثل هذا الدور، وكانت من أصعب الشخصيات التى احتاجت لفترة طويلة من التحضير. وقالت: أهم أسباب قبولى تقديم تلك الشخصية بجانب تميزها على الورق، هو لمجرد العمل مع المخرج هانى خليفة لأنه من المخرجين الذين أعشق التعاون معهم مثل المخرج الكبير يسرى نصر الله الذى أعتبره والدى وعملت معه فى «بعد الموقعة» دون ورق لأنه هو من صنعنى، وكذلك المخرجة كاملة أبو ذكرى. وعن نقطة الشعور بالملل لدى الجيل الحالى والذى تم التركيز عليها فى الفيلم قالت ناهد السباعى: الأمر يعود لأن العالم أصبح بالفعل أكثر انفتاحًا على بعضه البعض، وأضافت: سرعة الإيقاع والأحداث فى الفيلم جعلت المشاهد يظل على حالة من الانتباه مع شخصيتى، مؤكدة أنها لم تخش تقديم دور الفتاة المسيحية صاحبة القضية الشائكة وهى قضية الطلاق لأنها اعتادت على تقديم أدوار جريئة.. مشيرة فى الوقت ذاته إلى أنها تقدم دورًا جريئًا مثلا فى فيلم «يوم للستات» حيث تظهر بالمايوه للمرة الأولى لكن ذلك فى إطار العمل وليس من أجل الإثارة، وأنها اعتادت على تقديم أدوار جريئة أيضًا كما فعلت من قبل فى فيلم «678» الذى تناول ظاهرة التحرش الجنسى بالفتيات، وبعدها قام الكثيرون بعمل محاضر التحرش وأصبح لا يوجد خوف، فأعمل على طرح قضايا لكن لا أضع لها حلولًا.